خلاصه ماشینی:
"و أصل ذلک کله،و أساسه،تلقیه من أولی الأتقان»51، استطاع علماء التجوید بفضل هذا المنهج التنبیه علی مواطن اللحن الخفی التی تلحق الصوت علی المستویین البسیط و المرکب،و تتبع الشوائب التی تلحقه عند مجاورته لأصوات أخر، تفتقر الیها کثیر من الدراسات الصوتیة الحدیثة.
و عن أبی الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازی4-رحمه الله-أنه قال:ینبغی لقاریء القرآن أن یعرف ما یحدث بعض الحروف فی بعض من النقصان لآستطالة حرف علی حرف فی التجاور،و یستشعر بعضها من بعض فی تداخل المخارج بالألفاظ البشعة،و الطباع الجافیة،و ذلک:أن یحترز من المدات الطویلة الرعشة المطیطة التی نهی عنها5،و الهمزات الملکزة6، و تشریب الألفات النبرة فی الوقف،و تنبیر الذوائب حتی توازی الجوامد7،سیما الممدود من ذلک و الممکن،و بعدها الواو المضموم ما قبلها إذا أتت بعدها یاء أو واو،و الیاء المکسور ما قبلها إذا أتت بعدها یاء أو واو،فمنع هذه الأضرب الأربعة من الأدغام،و فصل حروفها،الا فی الوقف.
و یرقق الراء فی مثل قوله: اغفر لنا 302،و اللام فی اسم الله تعالی إذا انکسر ما قبلها لئلا یحتاج اللسان الی عملین مختلفین فیها،و یفخمها اذا انضم أو انفتح ما قبلها غیر أنه یتوقی التفخیم فی لام أخری قبلها خفیفة کانت أو شدیدة إذ التفخیم اختص بهذا الاسم تعظیما402 و تخفف التاء من باب افتعل و استفعل502،و القاف اذا جاءت بعد نون ساکنة602لئلا تشدا فی انفسهما702.
و الهمزة اذا کانت قبلها یاء أو واو مفتوح ما قبلها فیخرجها من الصدر إخراجا سهلا802و قد ذکر ابو مزاحم الخاقانی902فی قصیدته: و إن تک قبل الواو و الیاء فتحة و بعدهما همز همزت علی قدر012 و یحفظ إسکان المیم الساکنة إذا أراد إظهارها عند الفاء و الواو،فتطبق شفتیه بالمیم،و یلحق باطن الشفة السفلی بالثنایا العلیا عند انفتاحهما من غیر ابطاء یؤدی الی حرکتها."