خلاصه ماشینی:
"و أنه فعل ذلک قبل ابن خلدون،بل قال إن ابن خلدون اقتبس بعض أمثلته علی أغالیط و أوهام المؤرخین من موسوعة«الفصل»لابن حزم،و قد أخذ المؤلف،یضرب الأمثال علی ذلک،فی فصل جید،ینم عن الجهد الرائع الذی بذله فی البحث و الاستقصاء.
حدثنا المؤلف فی فقرات ماتعة عن التأریخ الموضوعی عند ابن حزم ص 226،و استنبط نقاطا مهمة عن عنایة ابن حزم بالتاریخ الموضوعی من خلال بعض مؤلفاته،و قال أثناء ذلک(ص 228):«فی الامکان ضم ما جاء فی الفصل عن الخلفاء الراشدین،و رسالة جمل فتوح الاسلام بعد رسول الله،و رسالة المفاضلة بین الصحابة،و رسالة فی أسماء الصحابة رواة الحدیث، لنخرج تاریخ ابن حزم لفترة الراشدین..
وفق المؤلف فی إلقاء أضواء جیدة،علی بعض نظرات ابن حزم تجاه الحیاة و المجتمع،و التأریخ،من ذلک تحدیده معنی الصلاح،حیث یقول ص 315«و لست أبعد أن یکون الصلاح فی الرجال و النساء موجوا،و أعوذ بالله أن أظن غیر هذا و أنی رأیت الناس یغلطون فی معنی هذه الکلمة غلطا بعیدا،و الصحیح فی حقیقة تفسیرها،أن الصالحة من النساء هی التی اذا ضبطت انظبطت،و إذا قطعت عنها الذرائع امسکت،و الفاسدة هی التی تسهل الفواحش و تتحیل فی أن تتوصل إلیها بضروب الحیل..
و قد لاحظ المؤلف ذلک،فقال:(و من الملاحظ أنه ینتهی بعلوم الدین،علی عکس ما یراه الکثیرون من البدء بها)و لکنه لم یعلل لماذا فعل ابن حزم ذلک؟و کان الأمر من الأهمیة بحیث ینبغی أن یفعل إذ لا یصح عندی،أن یتعلم الصبیان جمیع العلوم بما فی ذلک الشعر و المنطق!و الطبیعات و الفلسفة!و العلوم الاجتماعیة،بل و و مقارنة الأدیان،بتعلم کل ذلک،ثم لا یفقه الشریعة إلا آخر الأمر،مع أنها(هی الأعلی و الأعظم منفعة)."