خلاصه ماشینی:
"کما أنه من المعروف تاریخیا أن الخلیفة الولید بن عبد الملک لم یأذن بالفتح إلا بعد مؤتمرات عقدها و مشاورات طویلة،و مراسلات تمت بینه و بین موسی بن نصیر،و خلالها برهن له موسی علی سهولة الفتح،و علی وجود ضرورات استراتیجیة توجیه،علی رأسها متابعة الروم الذین کانوا سببا من أسباب تأخیر فتح المسلمین للمغرب مدة طویلة،فضلا عن قتلهم أکثر من قائد من قواد الفتح کعقبة بن نافع و زهیر بن قیس البلوی!!.
و فیما یتعلق بمصطلح البربر و موقف محرری الدائرة منها نجد کثیرا من الأخطاء فقد أدعی محرر مادة البربر بدائرة المعارف الإسلامیة عدم معرفته التفصیلات الخاصة حول البربر فی الإسلام،و ذکر أنه یعلم فقط ارتدادهم عن الإسلام اثنتی عشرة مرة(و قد نقل ذلک عن ابن خلدون-المقدمة 2/447- و العبر جـ 6 ص 205،220)ثم أفصح أکثر عن رأیه،فزعم أن البربر لم یضمروا فی قلوبهم الاهتمام الحقیقی بعقائد الدین(راجع الدائرة جـ 3 ص 514-515 مادة بربر)و لقد قام محرر المادة -للأسف-ببتر النص الذی نقله عن ابن خلدون و فیه:«و لم یثبت إسلامهم إلا فی أیام ابن نصیر»فبدا کلام(محرری الدائرة) و کأنه حکم عام علی إسلام البربر إلی الیوم.
-و من المعروف أن هناک أسبابا کثیرة قد أسهمت فی تأخیر فتح المسلمین للمغرب علی هذا النحو،لعل من أبرزها ظروف الدولة الإسلامیة نفسها،کالفتن الطویلة التی کانت تحول بین أولی الأمر من العرب،و بین إرسال الحملات و البعوث إلی إفریقیة،و لبعد المغرب،و اتساعه،و تعدد ممالکه و استقلال نواحیه و کراهیة البربر للأجانب،و عدم معرفة العرب بجغرافیته و بیئاته، و عداوة الروم للعرب،و لأن فتح المغرب لم یأخذ هیئة الفتح المنظم،و للاضطراب الذی کان یسود تکوین المغرب السیاسی و الاجتماعی و الطبیعی،و لغیر ذلک من الأسباب."