العائلة و المنزل: الحضارة و الصحة العمومیة مقاله

"کأن اهل البادیة او القری و الجبال مصدر الغذاء للمدن یجیون اهلها بالنزول بینهم و التزوج فیهم کما یربون لهم الماشیة و السائمة لغذائهم و رکوبهم. اکثر طعامه من نبات الارض او اثمارها یتعرض لبرد الشتاء و حر الصیف کما یفعل اهل البادیة الیوم او کما یعیش اقرب الامم الی الوحشیة. و لذلک‌ کان اجدادنا علی الاجمال أقوی ابدانا و اسلم صحة فلما اخذ الانسان باسباب المدنیة و اوی الی المنازل و اقام حوله الاسوار یأمن‌ بها علی حیاته و امواله و رکن الی السکون و استغرق فی الحضارة و الرخاء و قلة الحرکة اخذ جسمه فی الضعف بتوالی الاجیال. او یجدد قواه بالتزاوج من اهل البادیة کما تقدم و انتبه الاطباد الی هذه الحقیقة فاصبح معو لهم فی معالجة الضعف الرجوع الی‌ احوال الانسان الفطریة. و مثل ذلک النوم بالکرا فی غرف مطلقة الهواء و الاکتفاء بالالبسة الواسعة التی یتخللها النهواء النقی و نحو ذلک من شؤون‌ اهل البادیة أو الجبال او القری فالحضارة تخالف فی طبیعتها مقتضیات الصحة."