عید میلاد حضرة صاحب الجلالة الملک المعظم (فضیلة الأستاذ الإمام یحتفل به فی الأزهر و یرتجل فیه خطبة) خبر و گزارش

"ثم اشرأبت الأعناق متطلعة الی ما عسی أن یلقیه فضیلة الأستاذ الامام من نوابغ الکلم، و بوالغ الحکم،مما تعودوه منه فی مثل هذه المناسبات،فنهض فضیلته و ألقی خطابة کان الناس‌ لبلاغة عباراتها،و روعة بیانها،و انسجام فقرها،یظنونها مکتوبة،فإذا بها مرتجلة،و لکنهم‌ لشدة تنبههم لها کادوا یحفظونها،و کاد مندوبو الجرائد أن یتفقوا فی إیراد ألفاظها. بدأ فضیلته کلمته بالإعراب عن ارتیاحه لما قاله حضرات العلماء و الطلبة فی تمجید حضرة صاحب الجلالة الملک،و سرد بعض مآثره،و الإرشادة ببعض محامده،و هو المرجو للدین و الوطن،و المدخر للبر و الکرم. ثم ألم فضیلة الأستاذ الامام بما حدث من قلیلین منهم مما یحذرهم منه الیوم،فانقادوا عن طهارة قلب،الی مشایعة بعض المفسدین،ظنا منهم أنهم بذلک یخدمون قضیة الوطن، و هم فی الواقع یعبثون بها؛و حمد الله أن بقی جمهورهم بعیدا عن هذه الفتنة،صائنین أنفسهم‌ عن شرورها و عواقبها،فکانوا صورة صادقة لما علیه الأزهریون من الحکمة،و حسن‌ التعقل،و سداد الرأی."