خلاصه ماشینی:
"و جعل له مصباحین من نور کالسراج المضی،مرکبین فی أعلی مکان منه،و فی أشرف عضو من أعضائه طلیعة له،و رکب هذا النور فی جزء صغیر جدا یبصربه السماء و الأرض و ما بینهما; و جعل العین مرکبة من سبع طبقات و ثلاث رطوبات بعضها فوق بعض،حمایة له وصیانة و حراسة،و جعل علیها غلقا بمصر اعین أعلی و أسفل،و رکب فی ذیل المصراعین أهدابا من الشعر وقایة للعین و زینة و جمالا.
و جعل هذا النور الباصر فی قدر عدسة،ثم أظهر فی تلک العدسة صورة السماء و الأرض و الشمس حکمته أن جعل فیها سبحانه بیاضا و سوادا،و جعل القوة الباصرة فی السواد،و جعل البیاض مستقرا لها و مسکنا،و زین کلا منهما بالآخر،و جعل فضعف الإدراک،فان السواد یجمع البصر و یمنع من تفرق النور، و خلق سبحانه لتحریک الحدقة و تقلیها أربعا و عشرین عضلة لو نقصت واحدة لا ختل أمر العین."