خلاصه ماشینی:
"و قد دأب المرکز الهیلینی للدراسات العربیة و الاسلامیة علی عقد ندوة سنویة کبری منذ عام 1977،یدعو إلیها کبار المتخصصین فی شؤون العالمین العربی و الاسلامی،لبحث احد الموضوعات المهمة التی تخص المنطقة.
و تضارع هذه الموجة فی عمقها و شمولها موجات التغیر الثلاث الرئیسة التی اجتاحت الوطن العربی منذ بدء القرن التاسع عشر،حینما أعاد العرب و الغرب اکتشافهما لبعضهما البعض.
أما محاور الصراع نفسه فتشمل استمرار المواجهة العربیة-الاسرائیلیة؛و المواجهة بین القوی الوطنیة التی ترغب فی تقلیص التبعیة و تأکید هویة المنطقة الحضاریة من جانب و النخبات الحاکمة المتحالفة مع الدول الکبری من جانب آخر؛ و المواجهة بین الأقطار العربیة الغنیة و الفقیرة؛ و المواجهة بین الأغنیاء و الفقراء داخل کل قطر؛ و الصراعات القطریة علی الحدود؛و الصراعات الداخلیة بین الأقلیات و الأغلبیة.
رابعا:النزاعات العربیة-العربیة إن تحدیات النظام العربی الجدید تشمل فیا تشمله الی جانب ما تقدم اخفاق النخب الحاکمة فی الاستجابة الناحجة لیس للتعامل مع الحقائق الجدیدة التی فرزتها الطفرة النفطیة فقط،و إنما ایضا لإخفاقها فی انجاز المطالب القومیة التی تبلورت منذ جیلین علی الأقل و فی مقدمتها تحریر فلسطین و الوحدة العربیة.
و رکز الدکتورد افید بول(الاستاذ بجامعة ما نشستر) علی الصراع فی ارتیریا،و بین أن معظم الأقطار العربیة قد تعاطفت مع الشعب الارتیری معنویا و مادیا طوال الستینات فی کفاحة ضد اثیوبیا،إلا أن الحرب الباردة العربیة قد تسللت الی تلک الساحة ایضا.
و أخیرا لاحظ الدکتور هلال:ان هناک تنسیقا بالغا بین الدول الاسلامیة فی منظمات الأمم المتحدة-الأمر الذی یجعل نمط تصویتها متضامنا الی حد کبیر:و مع ذلک،یقول الدکتور دسوقی إن الاسلام-کقوة روحیة و تعبویة هائلة-یتم عادة«تأمیمه» (Islam has been nationalized) بواسطة کل دولة لخدمة مصالحها القطریة فی المقام الأول."