خلاصه ماشینی:
"إلا أن الحکومة البریطانیة استمرت فی سیاستها الخاذلة للعرب مما ادی إلی استشراء شعور بالیأس فی أوساط الفلسطینیین بعد أن تأکد لهم بما لا یدع مجالا للشک أن سیاسة الحکومة البریطانیة و ما ترافق مع ذلک من ازدیاد سطوة التیار المتطرف فی الحرکة الصهیونیة و فی أوساط یهود فلسطین و ما کان یعبر عنه القادة الیهود من الحاجة إلی ضرورة التوسع فی استخدام القوة المسلحة لتحقیق الهدف الصهیونی،علی ضوء کل ذلک،ظهرت دعوة جادة بین عرب فلسطین من أجل العدول عن سیاسة الاحتجاجات و بیانات الشجب و الادانة و الاتجاه نحو النضال السیاسی و العسکری لاثبات الذات الفلسطینیة.
فقد تشکلت لجنة تحقیق ملکیة عرفت باسم لجنة بیل نسبة إلی رئیسها اللورد بیل الذی کان فی السابق وزیر دولة لشؤون الهند و ضمت فی عضویتها سبعة أعضاء و عهد إلیهم بعدد من الاختصاصات من بینها التثبت من الأسباب الأساسیة للاضطرابات التی نشبت فی فلسطین و التحقیق فی کیفیة تنفیذ صک الانتداب علی فلسطین بالنسبة لالتزامات بریطانیا نحو العرب و نحو الیهود.
و بغض النظر عن بعض السلبیات المرتبطة بالکتاب الأبیض فإن البعض کان یری بأن الکتاب یعد تطورا کبیرا بالنسبة لوجهة النظر العربیة من منطلق أن نضال العرب خلال 1936 قد تکلل بالنجاح باعلان الحکومة البریطانیة عن الغاء التقسیم و قبولها بمبدأ قیام دولة فلسطین،أما الجماعات الصهیونیة فقد هاجمت السیاسة البریطانیة الجدیدة و فسرتها بأنها تعد بمثابة نقض للوعود و المواثیق التی قطعتها بریطانیا علی نفسها بانشاء وطن قومی للیهود فی فلسطین."