خلاصه ماشینی:
"و اتضح لی من خلال هذه الدراسة أن مدارس مدینة تونس تنقسم الی قسمین:مدارس ذات طابع رسمی،و أخری یمکن ان ننعتها بکونها خاصة أو حرة:فالاولی أسست من قبل اشخاص ینتمون الی النظام الحاکم کالسلاطین و الأمراء و الأمیرات و الدایات و البایات،أما الثانیة فهی مؤسسة من قبل بعض الخواص،من بینهم بعض المتصوفین و قواد الجیش و غیرهم،و ان کانت علاقة الصنف الاول و طیدة بالنظام الحاکم،فللثانیة حریة شبه مطلقة.
کما أضیفت خلال الفترة الترکیة عنصران هامان جلبا من المشرق:و هما السبیل و مدفن مؤسس المدرسة أو-التربة- و رغم أن نفس الطرق استعملت لبناء و تصمیم المدارس سواء کان ذلک بالمشرق أو المغرب،فإن الشکل و المحتوی یختلفان اختلافا تاما عبر أقسام العالم الاسلامی اذ اتسم تصمیم مدارس مدینة تونس کما لا حظنا بالبساطة،و هو عکس ما علیه الامر بالنسبة لاغلب مدراس المشرق الاسلامی و المغرب الاقصی.
و من خلال نص اورده ابن ناجی التنوخی فی کتابه«معالم الایمان»یتبین لنا أن الطالب کان یلاقی مصاعب عدیدة،تتعلق خصوصا بالناحیة المادیة الا أن هذه المعطیات التی تهم القرن السابع هد/الثالث عشر م قد تغیرت بعد ذلک اذ ساهمت المنح المرصودة للطلبة بقسط وافر فی إزالة العدید من هذه المصاعب،لکن رغم تواجد هذه المنح، فلدینا أمثلة عدیدة لطلبة سکنوا المدارس، و اضطروا للعمل حتی یسدوا رمقهم،و هذا دلیل علی ان الاوقاف المحبسة علی المدارس لم تکن دائما کافیة لمد الطلبة بکل ما یحتاجونه فی حیاتهم الیومیة،أو أن التصرف فیها لم یکن دائما بطریقة نزیهة،اذ أن البعض من الموکلین علی الأحباس بصفة عامة،استغلوا مناصبهم للاستحواذ علی قسط من الاموال."