خلاصه ماشینی:
"و نحن نلح فی استعراض أسلحة العدو فی المعرکة لنتعرف مداها فنهیء أنفسنا و استعدادنا لمواجهتها دون أن تکون هذه المعرفة عاملا من عوامل التثبیط أو التخذیل؛ لأن التقدم العلمی فی خدمة الأغراض الحربیة تقف فی مواجهته دوافع الحرص علی الحیاة؛بل إن الحرص علی ألا تقع الحرب أقوی فی النفوس من التسابق فی مجالات التسلح و الابتکار،و بسبب وجود قوة أخری لها مثل هذا التفوق،و لظهور قوی أخر خطت خطوات إیجابیة فی هذا المضمار، و إن کان ذلک کله لا یمنع،و لم یمنع وقوع حروب محدودة فی مناطق کثیرة من العالم.
و لو لا هذه السنن الکونیة،و هذه الحقیقة التی قررها القرآن الکریم لأوصدت أبواب الأمل،و قضی علی الحیاة بالجمود،و کتب للإمبراطوریات القدیمة الخلود،و قدر للأمم الضعیفة أن تتجرع مرارة الضعف إلی الأبد، و لکن شیئا من ذلک لم یکن،و بقیت الدنیا حیث أرادها الله دولا،تتقاسم الأمم خیرها و شرها کما یتقاسم الأفراد،و تتبادل نعماها و بؤساها کما یتبادل الناس«و تلک الأیام نداولها بین الناس».
ثم یقول: «تسرون إلیهم بالمودة،و أنا أعلم بما أخفیتم و ما أعلنتم و من یفعله منکم فقد ضل سواء السبیل»، ثم یقرر حقیقة دخائلهم فیقول: «إن یثقفوکم یکونوا لکم أعداء و یبسطوا إلیکم أیدیهم و ألسنتهم بالسوء و ودوا لو تکفرون»: و إن کان مستشاروکم منهم فهذا حکم الله کذلک «یا أیها الذین آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونکم لا یألونکم خبالا ودوا ما عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تحفی صدورهم أکبر قد بینا لکم الآیات إن کنتم تعقلون» ثم یقول: «إن تمسسکم حسنة تسؤهم و إن تصبکم سیئة یفرحوا بها،و إن تصبروا و تتقوا لا یضرکم کیدهم شیئا إن الله بما یعملون محیط»."