خلاصه ماشینی:
"و قد اهتم دارسو اللغات السامیة بعقد المقارنات بینها فیما یتعلق بالظواهر الصرفیة و النحویة،و کان من بین ما نهوا علیه وجود ظاهرة التنوین فی العربیة و ظاهرة مقابلة لها هی ظاهرة التمییم-أی وجود المیم بدل النون-فی اللغة العربیة الجنوبیة القدیمة،و فی اللغة البابلیة الأشوریة- و تعرف بالأکادیة و قد عدهمابروکلمان علامتین للتنکیر،و رأی أن المیم أصل و أن النون فی العربیة متحولة عند3و یشیر أیضا إلی وجود تمیم فی العبریة و الحبشیة و الآرامیة فی بعض الظروف3.
أما اللغة الحبشیة فقد ضاعت منها الضمة علامة الرفع،و الکسرة علامة الحر،و لم یبق سوی الفتحة علامة النصب4 (1)نلاحظ فی هذه الأنواع أن بعضها یوافق بعض ما فی العربیة من الممنوع من الصرف و هو الأعلام المرکبة ترکیبا مزجیا،و الأعلام الأعجمیمة و بعضها یوافق بعض ما فی العربیة من المبنیات و هو: الأعداد المرکبة،و بعض الظروف و بعض المرکبات مثل:صباح مساء.
و أشد النتائج وضوحا أن فی اللغات السامیة سوی العربیة-حالات متفرقة لا یربطها نظام یفقد فیها بعض الأسماء التمییم لخائص متعلقة بالدلالة،أو الصیغة الصرفیة،أو الترکیب النحوی و الصیغة الصرفیة معا، و لکن اللغة العربیة قد وضعت الخصائص اللغویة السامیة العامة فی نظام متسق،و اهتمت بالخصائص المتعلقة بالصیغة الصرفیة اهتماما قویا فی هذا المجال،و قللت من الخصائص و المتعلقة بالدلالة.
و قد فعل أبو إسحاق الزجاج مثل ما فعل سیبویه،فقد خصص کتابا بعنوان«ما ینصرف و ما لا ینصرف»8تناول فیه خصائص الممنوع من الصرف،و إعرابه،ثم تطرق إلی المعدول علی وزن فعال9کما فعل سیبویه،ثم تناول الأسماء المبهمة و هی أسماء الإشارة و معظمها من المبنیات10ثم تناول الظروف المبهمة و بعض أسماء الأفعال و هی من البنیات،11، ثم المرکبات التی لاتنصرف و المرکبات المبنیة12 و إعراب المنقوص13و ختم الکتاب بالحکایة14 و قد أورد ابن جنی15مناقشة لقول یری أصحابه أن البناء خطوة تلی منع الصرف."