خلاصه ماشینی:
"(الحجرات:13) فی غمرة الصراع الحضاری الذی تشهده ساحات المواجهة فی الوقت الراهن،و من خلال الوعی لاسیاسی المتطور الذی ظهر علی مسرح الأحداث کوجه من أوجه الصحوة الاسلامیة المعاصرة،تأتی الحاجة ملحة الی إعادة النظر فی کثیر من الأفکار و الشعارات و المفاهیم و القیم السیاسیة،و تأتی الحاجة کذلک الی دراسة الحالات و الظروف التی أدت الی بروز مثل هذه المفردات فی وطننا الاسلامی خاصة و فی نطاق الانسانیة بصورة عامة،و من تلک المفردات (فکرة القومیة)التی مازالت حتی الیوم تتراوح بین کونها فکرة أکادیمیة ذات طابع نظری، و بین کونها اسلوب حکم و نمط تعایش و طریقة لإدارة الصراعات وفق منهج خاص.
و لعل العلماء و المفکرین الاسلامیین هم أقدر الناس علی تحدید مراحل سیر الدعوات القومیة و ظروف بروزها بما یمتلکون من قصص قرآنی،و أحادیث نبویة تسلط الأضواء و بدقة علی مراحل نمو هذه الدعوات،و ما تحمل فی طیاتها من مخاطر جدیة تهد الحضارة الاسلامیة و وحدة المسلمین فی العالم،بل و تهدد الحضارة الانسانیة ککل،و ما تستبطنه هذه الآیات و الأحادیث من إدانة صریحة لمن استساغوا هذه الأفکار الجاهلیة أو روجوا لها قبل ظهور الاسلام و بعده مع بیان الأسباب التی أدت الی ظهور هذه الدعوات،و التی تکشف عن خواء فی العقیدة و انحراف فی الفطرة و جهل بأحکام الشریعة، کما تکشف من جانب آخر عن سوء نیة و أهداف مبیتة ضد الاسلام و المسلمین،و سعی حثیث لتهدیم صرح الحضارة الاسلامیة الشامخ، و الاجهاز علی أمة القرآن التی وحدها الله تعالی فی صریح کتابه الکریم: «و اعتصموا بحبل الله جمیعا و لا تفرقوا و الذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم أعداء فألف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخوانا و کنتم علی شفا حفرة من النار فأنقذکم منها کذلک یبین الله لکم آیاته لعلکم تهتدون»."