خلاصه ماشینی:
"الخدمات الاجتماعیة عن طریق الدین للأستاذ أحمد الشرباصی -2- و من الخدمات الاجتماعیة التی یکسبها المجتمع عن طریق الدین نظام«الأوقاف»الذی عرفه الإسلام منذ أقدم العصور،و استطاع هذا النظام أن یوفر للأمة الکثیر من الخدمات و المعونات للضعفاء،و الفقراء،و المعوزین، و أصحاب الضوائق المالیة المختلفة،و فی موطن آخر تعرضت لذکر فنون الأوقاف التی تؤدی إلی ألوان من الخدمات الاجتماعیة،و التی عنی شکیب بالتنویه بها و الحدیث عنها أکثر من مرة،و من هذه الألوان التی یحدثنا عنها تاریخنا القدیم أو تاریخنا القریب أو المعاصر ما بلی: فمنها مدارس و مستشفیات و دور کتب، و دور لعلاج المجانین،و دور لعلاج المجاذیم (جمع مجذوم و هو المصاب بمرض الجذام)، و دور ضیافة،و منها ما یوزع الخبز یومیا، و منها ما یوزع الحساء(المرق)،و منها مؤسسات لأشیاء لا تخطر علی بال الأوربیین و من أمثلة ذلک أن فی دمشق وقفا اسمه وقف«الزیادی»،فمن کان فی یده من الأطفال أو الخدم طبق صینی و انکسر ذهب إلی ذلک المکان،و وضع قطع طبقة المسکور،و أخذ بدلا عنها طبقا سلیما.
و الصلاة نفسها فیها خدمات اجتماعیة متعددة عند أدائها علی الوجه السلیم القویم الذی أراده الدین،لأنها تؤدی إلی رفع المستوی الصحی و النفسی و الاجتماعی للفرد،و متی صلح الفرد و تعدد الصلاح بتعدد الأفراد کان معنی هذا صلاح المجتمع کله.
و من آداب السلوک الاجتماعی فی الإسلام أن ینصرف المرء إلی ما هو من شأنه،دون أن یتطفل علی شئون سواه،و أن یتجمل بهذا الأدب حتی فی السیر و النظر و الاستماع و تعلق الفؤاد،و أن یتحلی مع ذلک بالتواضع فی المشیة،و یبعد عن الاختیال فی الحرکة،یقول الله تعالی: «و لا تقف (أی لا تتبع)ما لیس لک به علم،إن السمع و البصر و الفؤاد کل أولئک کان عنه مسئولا."