خلاصه ماشینی:
"غیر أن الموضوعات التی تدور علی الشرق و الغرب فی المناقشات،لا تزال مألوفة،و تتناول الفکر و الثقافة و التطور.
و بعد أن یستعرض خطوط فکر محمد عبده العریضة،یقول مستخلصا:«و لکن ما هو المضمون الذی یضفیه عبده علی العقل ( Raison )؟و إلی أی حد أثرق اتصالاته بمؤلفین أوروبین فی فهمه العقل؟ «لقد فهم محمد عبده،بصفته ممثلا شهیرا للتیار الإسلامی السلفی، جمیع الأسئلة الحالیة انطلاقا من وجهة نظر إسلامیة،أمتصلا کان ذلک بالدیمو قراطیة أم بالدولة أم بالعقل أم بابشعب،إلخ...
فی ما یختص بالبنا،علق بما یلی: «إزاء الدعوات إلی فرنجة مصر بغیة تغییر أسسها الثقافیة و التاریخیة، فهم حسن البنا حقیقتین کبیرتین:الأولی قوامها أن المفکرین المصریین، بصفة کونهم تجسیدا لوعی الأمة،یعیشون ضیاعا حقیقیا بسبب الفترة الانتقالیة التی یجتازونها،و بسبب تأثیرات الاستشراق و الجاذبیة التی یمارسها الغرب علیهم.
فی نظر المؤلف(ص 102)،یمثل التیار الإسلامی،من جهة، إحدی النتائج السیئة التی تسببت بها الحداثة غیر المتوازنة،و هی حداثة فرضت فرضا،و من جهة ثانیة،اعتراضا صریحا علی عدوان الغرب فی أشکاله المختلفة.
و یطرح،من ثم،سؤالین:هل الحداثة ممکنة من دون الفرنجة؟ و هل ثمة نموذج مسلم للتطور؟و ینتقل بعد ذلک إلی الکلام علی طریقة تقدیم الغرب فی وسائل الإعلام.
و من جهة أخری،یبدو أن الغرب،فی الوجدان العربی المسلم و مخیلته،یمارس ضغطا مزدوجا: الأول من الخارج یمثل الغرب الذی هو العداوة المتجسدة،و الثانی من الداخل و ینتج طریقة فهم للذات مکروبة و مذنبة و دفاعیة و حتی عصابیة.
فتلک العائلة هی الوحیدة من سلالة الشریف حسین التی لا تزال فی السلطة،مع کل ما یعنی ذلک لتصورنا الجماعی للغرب،نظرا إلی الدور الذی قامت به تلک العائلة فی اتصالها العسکری و السیاسی بالغرب،فی فترة حاسمة من تاریخنا،هی فترة تمزق الإمبراطوریة العثمانیة."