خلاصه ماشینی:
"و إذا قدر لهذا الموروث الخیر أن یتحمل ثقل أوزار الظلام و التخلف هذه الآماد،فلا یمکن أن یظل بعد هذا حبیس الکتب و الأسفار،أو تختفی معالمه وراء أسوار الضیاع و التشرد،لأن الأمة الحیة لا یمکن أن تسکت و هی تری فکرها رهین الأمر،و الأمة المتطورة و المدرکة لقیمة الحیاة، و المستوعبة لدورها التأریخی لا یمکن أن تقف مکتوفة الأیدی و هی ترقب جذور مجدها،و أصول حضارتها غائرة فی أعماق الزمن المندثر،حائرة لا تعرف وجهتها،ضالة لا تستطیع الانفکاک من عقال دائرة الضغط المفروضة علیها،و حصار الثقافة الذی أوقف تطلعها،و قطع عنها صلتها بالموروث الثقافی و الحضاری الممتد.
و من هنا ینطلق الإحساس بضخامة هذه المسؤولیة التی تقع علی عواتق الذین یشعرون بالواجب الأدبی و العلمی،فیبدؤون فی التخطیط برسم المشاریع الثقافیة النیرة،التی یمکن بواسطتها تحقیق رسالة الفکر فی الحیاة، و تعمیق العلاقة الجدلیة بین التراث و الفکر المعاصر،و تعتبر إصدار مجلة غنیة تعنی بالمخطوطات و بالدراسات القدیمة،و تتخصص بها ضرورة لا بد منها للدفاع عن شخصیة المواطن الحدیث،و حمایة أصالته من التبعیة و الإهتزاز."