خلاصه ماشینی:
"ان دور القائد فی توجیه العنفوان الطالبی لشباب إیران المسلم یعتبر من الأدوار التاریخیة النادرة فی حیاة البشریة،فقد کان رفض الطلبة الایرانیین لترکیبات و أطر الواقع الفاسد،یصاحبه و یغذیه عنفوان قیادی و رفض لا هوادة فیه و حکمة راسخة و بصیرة تمتاز باستیعاب و معرفة نافذة للطاقات الانسانیة،و لظروف الأمة و العالم؛و إحاطة بالبدائل اللازمة لاصلاح کل هذا الفساد، کل هذه المعانی و غیرها تجسدت فی روح الامام الثائر السید الخمینی حفظه الله تعالی و لذا فإن اعتبارنا للخامس عشر من خرداد النقطة الفاصلة فی طرح البدیل الاسلامی لم بأت إعتباطا،و إنما لأن هذا التاریخ یمثل بروز رفض القائد الخمینی للفساد الاجتماعی و لتسلط القوی المادیة الکبری علی الشعوب کانعکاس لتسلط الانسان علی أخیه الانسان، و هذه الأخیر من العوامل الهامة التی تکمن وراء انتفاضات الطلبة فی العالم و رفضهم.
و رغم أن الفترة السابقة للخامس عشر من خرداد قد شهدت إنتفاضات رائعة للإیرانیین فی مقاومة الفساد الاجتماعی و السیاسی، و کانت المشارکة الطالبیة فی هذه الانتفاضات کبیرة و مؤثرة،إلا أن التناغم بین رفض الطلبة لذلک الواقع و بین الرفض الاسلامی له لم یکن متوافقا تماما،و أهم أسباب ذلک هو عدم توفر القیادة القادرة علی ایجاد هذا التناغم بکفاءة،فکانت التیارات الطالبیة الإیرانیة موزعة بین(وطنیة اسلامیة) و(اسلامیة وطنیة)تصاحبها العثرات، و تصطدم ببعض القوالب الدینیة(المحافظة) و بالتالی لم تکن صورة البدیل الاسلامی واضحة فی قبال العنفوان الطالبی المتصاعد.
و کان التحرک الطالبی فی تلک الفترة یسیر مع هذا الخط العام فی المطالبة بتطبیق دستور(1906)رغم وقوع بعض الاحداث التی طالب بها الطلاب بإزالة الشاه،مثال ذلک التظاهرة التی قام بها طلاب جامعة طهران اثناء زیارة(نیکسون) لها سنة(1953)م،حیث تظاهر الطلبة مطالبین بإزالة الشاه،و کان ان اقتحمت قوات الحکومة الجامعة و اطلقت النار علی ثلاثة طلاب ایرانیین بقاعة المحاضرات فی معهد طاهران التقنی ادی الی استشهادهم و اعتبرت هذه المناسبة عیدا للطالب الایرانی لا یزال یحتفل به الی الیوم."