خلاصه ماشینی:
"لا أحد یعرفها، لا یعرفنی أحد کأنما أسبغ الحزن علی دمها البریء قمرا،ثم أغمضت عینیها لتحتمل آلام رؤیته شهیدا فی الحرم،حتی إذا کان اللیل همت أن تسعی إلیه،لترفع رأسه و تمضی به إلی حیث لا تبلغه ید، و لا تمسه شوکة تؤذیه بین الرکن و المقام،فلا تشک دمعتها الصامتة أن السماء تقرب من الأرض،و أن الإنسان سیعود إلی صورته الأولی،و تسجد له الملائکة فی مکة،التی أقفلت سوق النخاسة و أنهت عصر الرقیق،لتستأنف الحیاة بالحب و الرضی،و لباس التقوی الأبیض،و تعقد لواء التلبیة من المیقات الفلسطینی،لیستوثق المسلمون من حج القیام إلی قبلتهم الأولی.
فقد آن الأوان لتأجیل الحدیث عن سلام الضعفاء،إذا انجلت عن هذا القلب مرارة الخوف، و مضی العرب إلی الموقعة،لیتم الوطن راهبا فی اللیل فارسا فی النهار،کامل الخلق موفور العزة،مدججا بالکرامة و السلاح،قبل أن یلقی مصرعه الرخیص علی قارعة المداورة و المراوغة و الالتواء،مخافة أن یخسر أطفالنا،الذین ولدوا خارج الکعبة،طعم الشموخ،و الإحساس بالعزة و الکبریاء،و مخافة أن یقهرنا الذل و الهم،فنرتد إلی الصحراء مرة أخری،نستاف الغبار و الشک و الشوک و الارتیاب."