خلاصه ماشینی:
"و لذلک یؤکد الباحث منذ البدایة أن هذا البحث بحثنا فی الحضارة،و لکنه بحث فی جمالیات هیجل،یبرز الطابع الحضاری و الاجتماعی لرؤیته الجمالیه؛ لأن الفن عند هیجل هو ممارسة إنسانیة یعبر بها الإنسان عن نفسه و هو یعیش وسط هذا العالم.
و من الأسباب التی دفعت الباحث إلی دراسة هیجل هو أن الواقع الثقافی العربی-فی السنوات الأخیرة-یشهد عرضا و فیرا لکثیر من الاتجاهات الجمالیة و النظریات النقدیة المعاصرة علی نحو یغری بتطبیق هذه النظریات النقدیة فی جانبها الإجرائی،فی التعامل مع النصوص و الأعمال الإبداعیة التی تظهر فی الثقافة العربیة،لا سیما تلک الأعمال التی تقوم علی أساس جدلی بین الشکل و المضمون و الحقیقة.
و لا أزعم أن هذا البحث یقدم حلولا نظریة لمشکلات الفن و الإبداع من خلال هیجل؛فهذا یتناقض مع أسس الفلسفة الهیجلیة التی تری أن فلسفة الفن لا ستعی إلی فرض قواعد«ما»علی الفناتین فی تحقیق الجمال،و إنما علیها أن تبحث فی الجمال کما هو،و کیف عبر عن نفسه واقعیا فی الأعمال الفنیة.
و هنا یأتی دور الباحثین فی الدراسات الجمالیة و فلسفة الفن فی فهم هذه الاتجاهات النقدیة المعاصرة و تحلیلها بشکل لا یفصل بین الجوانب المعرفیة و الوجودیة لأیة نظریة نقدیة و الخطوات الإجرائیة فی النقد الفنی.
و إذا تسائلنا کیف یمکن دراسة فلسفة الفن عند هیجل فلا بد أن نشیر إلی أن هذا البحث هو حلقة من حلقات الاهتمام بهیجل فی اللغة العربیة،و هو استکمال للجهود و الدراسات السابقة من قبل؛إذ لا یستطیع أی باحث أنی زعم أنه قادر علی تقدیم فلسفة هیجل بمفرده فی مجالاتها المختلفة."