الافتتاحیة: الدبلوماسیة المصریة و تحدیات عالم جدید سرمقاله

"فی منتصف مایو الماضی،صدر قرار الرئیس مبارک یتعیین السید أحمد ماهر،وزیرا للخارجیة،خلفا للسید عمرو موسی، الذی تولی منصب الأمین العام للجامعة العربیةأو لقد سبقت هذا التعیین فترة طویلة من الانتظار و الترقب لدی الرأی العام-نمی‌ مصر و العالم العربی-أشارت لیس فقط الی الأهمیة المرکزیة لمنصب وزیر الخارجیة ضمن المناصب الوزاریة فی مصر،و إنما أیضا الی الاهتمام الخاص الذی یولیه الرأی العام لشاغل ذلک المنصب،و إلی متابعته الدقیقة لأدائه. و لذلک،یمکن القول-فی هذا السیاق-أن النقلة النوعیة الثالثة فی‌ تطور الدبلوماسیة المصریة إنما جاءت مع توقیع معاهدة 1936،حیث أصبح الجهاز الدبلوماسی المصری مرتبطا بتنفیذ"سیاسة خارجیة"مستقلة نسبیا،و إن اتجهت-فی جانبها الأعظم-الی حل القضیة الوطنیة،و تحقیق الاستقلال الکامل عن بریطانیا، فضلا عن بعض القضایا المحددة التی أثیرت بحکم التطورات الدولیة المحیطة بمصر فی تلک الفترة(أی:العلاقات المصریة الإیطالیة بسبب الوجود الإیطالی فی لیبیا و إثیوبیا،و العلاقات المصریة الفرنسیة خاصة العلاقات مع حکومة فیشی،و الاعتراف‌ بالاتحاد السوفیتی،فضلا عن قضیة انضمام مصر لبریطانیا فی الحرب العالمیة الثانیة)."