خلاصه ماشینی:
"محمد نعمان جلال شهد الحقل السیاسی علی المستویات النظریة و الفکریة و العملیة تحولات جذریة خلال الربع الأخیر من القرن العشرین و یتضح أثر هذه التحولات جلیا فی الاتجاهات الجدیدة التی ظهرت مؤخرا لمعالجة الصراعات السیاسیة و کذلک تلک الاتجاهات التی نشأت فی مجال العلاقات الدولید بین الدول المستقلة و فی العلاقات الدولیة الاقتصادیة.
هناک العدید من التساؤلات التی تثار بشأن فهم هذه الظواهر السیاسیة،حول بدایة ظهورها و خصائصها العامة و العلاقة بین نشوء هذه الظواهر من ناحیة و دور الثقافة فی عملیة التنمیة من ناحیة أخری و أثر ذلک علی الدول النامیة بشکل خاص.
إلا أن بعض المشکلات مازالت قائمة فی انتظار توفر الظروف الموضوعیة التی تساعد علی دعم هذه الروح الایجابیة و من ذلک: -تفاقم التوتر فی صراع معین،الأمر الذی یدفع هذا الصراع الی نقطة التأزم أو الی حافة الهاویة مما یزید من إحساس الأطراف المعنیة بالمعاناة الاقتصادیة و الإنسانیة مما یدفعهم الی البحث عن مخرج.
اسباب الاتجاه نحو مبدا تبادل الاعتماد: شهد العالم خلال القرنین الماضیین فترة هامة من التحولات الجوهریة بدءا من مرحلة الاعتماد علی الغیر خلال فترة الاستعمار و السیطرة ثم مرحلة الاعتماد علی النفس فی مستعمرات أمریکا خلال القرنین الثامن و التاسع عشر ثم فی أفریقیا و آسیا بعد الحرب العالمیة الثانیة و انتهاء بمرحلة تبادل الاعتماد بین الدول التی ظهرت فی الربع الأخیر من القرن العشرین و التی من المتوقع أن تتبلور أکثر مع بدایة القرن الواحد و العشرین.
علی الرغم من أن تحلیل التغییرات التی طرأت علی العلاقات الدولیة یخرج عن نطاق هذه الدراسة إلا أن من المهم بمکان لفت نظر القارئ الی مجموعة من القضایا الهامة التی کان لها أثرها علی مفهوم تبادل الاعتماد."