إلی الشعب المصری مقاله

"الإیمان أظفر الأمة البدویة الجاهلة المتفرقة،بدولتی الأرض،و أمبراطوریتی‌ الزمان:فارس و الروم،ففتحت بلادهما،و وزتت أرضهما،ثم‌ أنشأت حضارة خیرا من حضارتهما،و مدنیة أزهی و أنفع‌ من مدنیتهما الإیمان بالله،و الإیمان بالظفر،و الإیمان بأن الحق معهم فإذا کنتم مؤمنین بأنکم تدافعون عن حقکم،فلن یغلبکم‌ أحد،لا الانکلیز و لا حلفاء الانکلیز و لقد حاربت جماعات من أهل الشام فرنسا،یوم کانت‌ فرنسا أقوی دول أوربة فی البر،فی أعقاب الحرب العالمیة الأولی و ما کان لهم سلاح إلا الذی یأخذونه من جنود فرنسا؟ و مع ذلک فقد وقفت فرنسا بدباباتها و مدافعها سنتین أمام مئات‌ من الثوار،یقودهم خفیر عامی من دمشق اسمه حسن الخراط فکیف و مصر الدولة العربیة الکبری،و فی مصر العدد و العدد و المال،و مع مصر کل قطر عربی،و کل بلد مسلم؟ *** إنه لیس علی ظهر الأرض شعب کهذا الشعب الذی صب‌ محمد البطولة فی أعصابه،حتی لا یکون المرء عربیا و لا یکون‌ مسلما حیت یکون بطلا أما ترون العربی إذا دعی باسم العرض،أو دعی باسم‌ الأرض،أو دعی باسم الدین،کیف تغلی دماؤه فی عروقه‌ فیحس حرها فی قحف رأسه؟و کیف تشتد أعصابه،و تفور عزیمته،حتی لیقحم النار،و یرکب الأخطار؟ أما ضرب هذا الشعب،علی بطولته و نخوته آلاف الأمثلة فی الماضی و فی هذه الأیام؟ أما حارب عبد القادر فرنسا سبع عشرة سنة؟أما نازل‌ عبد الکریم فرنسا و أسبانیا معا؟أما قاتل العراقیون الانکلیز فی الرمیئة؟أما فعل الفلسطینیون سنة 6391 الأفاعیل؟خ‌ أما کان لمصر سنة 9191 الأیام الغر المحجلات فی‌ مواکب الزمان؟ فإن مضی سعد،فکلکم یا أهل مصر سعد تسعد به مصر فإلی السلاح جمیعا،و إلی الحرب."