عمر الخیام بین الحقیقة و الأسطورة مقاله

"الأسطورة الاولی أعتقد أنه لیس بین الذین لفتت مکانة الخیام العلمیة أنظارهم، أو أثارت رباعیاته اهتمامهم؛من لم یسمع شیئا قلیلا أو کثیرا عن‌ تلک القصة الشائفة التی ذاعت و شاعت و تناقلتها الألسن فی کل‌ مکان عن نشأة الخیام،و عن حیاة تلمذته الأولی فی نیسابور المدینة التی فتح فیها شاعرنا عینیه للحیاة لأول مرة فی هذا الوجود،و هی قصة شیقة لذیذة یغلب علیها عنصر الخیال الجامح، فیجعلها ضوءا للروایات السینمائیة التی تمثل أدوارها علی الشاشة الیوم نحن فی مدرسة نیسابور الشهیرة... ذلک الشیخ الوقور و الداهیة العظیم الذی یذهب ضحیة باردة لخنجر مسموم یغمده فی صدره أحد هؤلاء المجانین و هو فی طریقه إلی‌ نهاوند بمعیة الملک ملکشاه هذه هی الأسطورة الأولی الذائعة الشائعة المستقرة فی‌ الأذهان عن منشأ الخیام و عن أیام حدائته،و هی قصة أثبت‌ المستشرقون استنادا إلی تحقیقاتهم الدقیقة التی لا مجال لذکرها هنا إثباتا قاطعا أنها مختلفة من أساسها؛ملفقة فی جملتها و تفصیلها، و لا ظل لها من الحقیقة أبدا،و أن مخترعها مؤرخ یدعی میر خوند من مؤرخی القرن التاسع الهجری الاسطورة الثانیة یوم مشرق جمیل،جوعابق بأنفاس الریاحین و الورود؛ هدوء شامل و صمت مطبق لا یتخللهما سوی خریر الماء و تغریر البلابل.."