خلاصه ماشینی:
"و حیثما شهد تاریخنا المشرق طرح المرجعیة الدینیة الشامخ فقد طالعتنا صفحات مجدها بمواصلتها الطریق الاحب،و رفد الساحة الفکریة بما ینفع الناس،فکانت علی مدی ذلک الشوط،الحصن الحصین لصیانة الفکر الاسلامی،و دفعه خطوات رائدة فی البناء و التشیید لمبادئ الدین الحنیف،و قد کان للحوزات العلمیة اصالتها و ابداعها فی هذا المضمار بما قدمته من منطلقات و اعیة تتناسب مع ظروف کل مرحلة،فهی علی هذا الصعید منهل لا ینضب فی الحرکة و التبلیغ و الارشاد،و تأسیس مسیرة الوعی للجیل الاسلامی الطالع و لم تنطفئ جذوتها مهما تلونت المحنة،او واجهتها الصعاب من هذا المنطق نستقبل بالثناء و التقدیر ذکری المفکر الاسلامی الکبیر آیة الله العظمی الامام الشهید السید محمد باقر الصدر قدس سره الذی کان من خیرة نتاج الحوزة العلمیة،علما و فضیلة و سلوکا،و عطاء متمیزا مستمرا،ترعرع منذ صباه فی احضان العلم و التقی،و قام عوده فی سن مبکرة بما اضفی علی المعرفة الاسلامیة دیباجة مشرقة اطلت جدیدة فی المبنی و المعنی و الاسلوب و الفکرة و المنهج بما رفد مکتبة الحضارة الاسلامیة فی عصرنا الحاضر، فقد کان فی طلیعة المجتهدین المصلحین،الذین أدوا رسالتهم علی أوفی وجه،و اتم اداء، اسوة صادقة بمن سبق من الصدیقین و العلماء الربانیین،و قدوة مبارکة لجیل الحوزة العلمیة الواعیة امسؤولیاتها،لقد کان قدس سره بحق أمة اجتمعت فی معانیها معالم الخیر،و عوالم الکمال، فهو خلاصة التجربة الاسلامیة فی الکفاءة العلمیة،و من صفوة نتاج الجامعات الاسلامیة فی عالمنا المعاصر،مع امتیازه بخصوصیة ما عرفت به المدرسة العلمیة فی النجف الأشرف من الرصانة،و المتانة،و الأصالة فی تحریر المطالب الفقهیة و الاصولیة،و علوم التفسیر الاسلامی،و الاقتصاد،و الاجتماع،و المعرفة الدینیة،و بحوث المنطق و الفلسفة الإلهیة، بالاضافة الی اعتباره رائدد الخطاب الاسلامی الحدیث لمدرسة أهل البیت علیهم السلام."