خلاصه ماشینی:
"فهل من المحال أن یکون الأدیب أو الشاعر قدیرا ناجحا ما دام منطویا علی نفسه یدا؟؟؟عن دنیا الناس؟و هل الکتب لا تکفی و لا یمکن أن تکفی لیکون الإنسان مثقفا کما یقول الدکتور مندور؟ إذا کانت هذه هی الحقیقة فیا لمرارتها و یا لقسوة المقادیر و یا لظلم التقالید!.
آنسة کانت ترمز إلی شخصیتها بالحروف الأولی من اسمها و لا تزید!لما ذا لا تفصح عن اسمها صاحبة هذا الشعر؟ لماذا أحس فی روحها هذه التهویمات التی یئن فیها النبض و تختنق العاطفة؟لماذا تهب علی من شعرها رائحة الفن السحین؟لماذا تحلق بخیالها فی أفق یغلب فیه الضباب علی الإشراق؟أسئلة لم أکن أجد لها غیر جواب و أحد أطمئن إلیه،هو أن صاحبة هذا الشعر إنسانة منطویة علی نفسها قد فرضت علیها التقالید أن تبتعد عن الحیاة!.
و کم قلت لنفسی:هنا أقباس من وهج الشاعریة و لکن لماذا تطل من تحت الرماد؟و هنا جناح یملک القدرة علی التحلیق و لکن لماذا تحد الریاح من رفاته؟و هنا روح تود أن تنطلق، و لکن لماذا ألمح فی انطلاقها أثر القیود و الأصفاد؟!هذه الخواطر التی کانت تجیش فی النفس منذ حین قد ردتنی إلیها الیوم رسالة الشاعرة الحائرة،و جعلتنی أتساءل بینی و بین نفسی:تری أتکون صاحبة هذه الرسالة التی تلقیتها منذ أیام هی صاحبة الشعر الذی طالعته فی إحدی صحف المساء منذ أسابیع؟إن الروح هی الروح ممثلة فی التحدث إلی الجیاة و الناس من وراء حجاب،و إن اللوعة هی اللوعة مصورة فی شکوی التقالید و ظلم التقالید...
معذرة یا صدیقی إذا قلت لک إن هذه الفکرة عن«الفلسفة الإسلامیة»قد صححت فی أحد أعداد(الرسالة)منذ ثلاثه أشهر عند ما تناولت بالنقد مقدمة«أودیب الملک»فی«التعقیبات» و لقد قدر لهذه الغلطة القدیمة الحدیثة أن ترد إلی الصواب فی هذه الکلمات التی لم تطلع علیها لبعدک عن أرض الوطن حیث قلت: «ثم یقول الأستاذ الحکیم فی موضع رابع إن فلاسفة العرب قد صبغوا آثار أفلاطون و أرسطو بلون تفکیرنا و طبعوها بطابع عقائدنا..."