خلاصه ماشینی:
"سأحاول إذا فی هذا العرض أن أتحدث بإیجاز عن بدایة هذه الظاهرة فی المشرق ثم فی المغرب،یتلوها دراسة وثیقة وقف أنفذ من خلالها إلی إلقاء بعض الضوء علی وضعیة و بناء الوقفیة المغربیة،ثم أختم الحدیث بکلمة أتساءل بها عما یمکن أن تؤدی إلیه دراسة هذه الوقفیات من خدمة لعلم من أهم علوم المکتبات هو تاریخ الکتاب المخطوط His-) (toire du Livre Manuscrit من القضایا التی أثارت جدالا کبیرا بین فقهاء المسلمین فی العصور الاسلامیة الأولی قضیة الوقف،و السبب فی ذلک یرجع إلی عدم ورودها فی القرآن الکریم،و بالتالی إلی وجودها ظاهرة مجردة فی السنة النبویة ، لأن الرسول علیه الصلاة و السلام اقتصر فی تعریفه للوقف علی ذکر حقیقته فقط و ترک التفصیلات و التأویلات للقفهاء،فأدی ذلک الی اختلافهم فی مشروعیة الوقف.
وقف و حبس و سبل و أبد و حرم و تصدق سیدنا و مولانا العبد الفقیر إلی الله تعالی الشیخ الامام العالم العلامة الحافظ المحقق أوحد عصره و فرید دهره قاضی القضاة ولی الدین أبو زید عبد الرحمن بن الشیخ الامام أبی عبد الله محمد بن خلدون الحضرمی المالکی،أمتع الله المسلمین بحیاته،و نفعهم بعلومه و برکاته،و هو مؤلف هذا الکتاب،جمیع هذا الکتاب المسمی بکتاب العبر فی أخبار العرب و العجم و البربر المشتمل علی سبعة أسفار هذا أحدها وقفا مرعیا و حبسا مرضیا علی طلبة العلم الشریف بمدینة فاس المحروسة قاعدة بلاد المغرب الاقصی،ینتفعون بذلک قراءة و مطالعة ونسخا،و جعل مقره بخزانة الکتب التی بجامع القرویین من فاس المحروسة بحیث لا یخرج حرمها الا لثقة أمی،برهن وثیق لحفظ صحته،و أن لا یمکث عند مستعیره أکثر من شهرین و هی المدة التی تتسع لنسخ الکتاب المستعار أو مطالعته ثم یعاد الی موضعه، و جعل النظر فی ذلک لمن له النظر علی خزانة الکتب المذکورة."