خلاصه ماشینی:
"فقد قابلتنی إحدی الصحفیات،و کانت مثقفة و صریحة و جریئة إلی أبعد الحدود،و کان أول سؤال وجهته لی باعتباری من الباحثین فی نهج البلاغة أن قالت:لماذا تحامل الإمام علی (ع)علی المرأة فی نهج البلاغة،و لم یمدحها بکلمة واحدة؟بل قال: «المرأة شر کلها،و شر ما فیها أنه لا بد منها»1.
فإذا کان الإمام علی(ع)یعلم هذا کله،ثم بعد ذلک یقول فی نهجه:«المرأة شر کلها، و شر ما فیها أنه لا بد منها»3أو یقول(ص):«النساء حبائل ابلیس»4فهو لا یقصد بالمرأة زوجته فاطمة و مثیلاتها من النساء المؤمنات،و إنما یقصد بها المرأة الفاسقة الکافرة، التی هی کالشیطان،بل أسوأ من الشیطان،لأنها تنطلق فی أعمالها بدافع من هواها و نزواتها و شهواتها،دون أن یکون لها أی ضابط أو زاجر.
و هذا حق،لأن المرأة التی یطلب منها تربیة الولد تحتاج إلی العاطفة أکثر من العقل،و لأن المرأة التی لم یطلب منها الله تعالی إعالة أحد حتی نفسها،یکفیها نصف الإرث و یزید،و لأن المرأة التی أوکل إلیها إنجاب أفراد البشریة لا بد لها من الحیض الذی ینقص من طهارتها و یحرمها بعض الأیام من الصلاة و الصیام.
و الآن نأتی إلی سؤال آخر مطروح علی الساحة،هل المرأة مساویة للرجل،أم لا؟ هذا السؤال من حیث المبدأ لا یمکن الإجابة علیه إلا إذا عینا ما هو المقصود بالمساواة؟هل هو المساواة فی القدرات،أم المساواة فی العمل و الإنجاز؟و فی کلا الحالین لیس هناک مساواة بین الرجل و المرأة،و لا بین أی شخص من مخلوقات الله و شخص آخر.
و إذا کنا نعلم أن الإسلام یعمل من الداخل و لیس من الخارج،و یبنی من داخل النفس لا من خارج الجسد،أدرکنا مدی قیمة وظیفة المرأة، و بالتالی قیمة المرأة نفسها التی اختارها الله لأداء هذه الوظیفة."