خلاصه ماشینی:
"إشکالیة المرجع فی الفکر العربی المعاصر عبد الآله بلقزیز * قراءة محمد نور الدین أفایة ما هی الأسباب الذاتیة العمیقة التی أنتجت فکرا عربیا نهضویا ضعیفا علی المستوی المعرفی و المفهومی؟إلی أی حد یمکن الجزم بأن هذا الفکر،و إن طغت علیه الهواجس و الاعتبارات السیاسیة،لم یبن نظاما مفهومیا متسقا فی علم السیاسة؟و لماذا ارتهن الفکر العربی النهضوی،منذ بدایاته إلی الآن،إلی مرجعین یتمحوران حول التراث و الغرب؟ أسئلة عدیدة طرحها الباحثون العرب،منذ عقود خلت،و لکنها تصاغ،فی کل مرة، بطرق مختلفة حسب الخطة المعرفیة و درجة التوتر السیاسی و الحضاری،سواء داخل أنسجة المجتمع العربی-الإسلامی،أو فی مواجهته مع مختلف الجهات المعترضة علی نزوع الجماعة العربیة نحو الوعی بمقوماتها الذاتیة و استنهاض قدراتها الموضوعیة.
هل یتعلق الأمر بانقطاع فی مسار الفکر السیاسی العربی؟هل التغییر الذی حصل علی المعجم دلیل علی تغییر فی النظرة و الموقف؟أم أن الصدام بالمنظومة الأوروبیة فرض علی النخب العربیة النهضویة تبدیل قاموسها و بعض عناصر نظرتها للمسألة السیاسیة فی العالم العربی؟ قد یبدو إن هذه الأسئلة لیست بجدیدة فی الحقل الفکری العربی العام،کما قد تظهر علیها بعض الإثارة،و لکنها فی کل الأحوال،شکلت مصدر قلق دائم لکل من اقترب منها أو حاول إعطاء أجوبة لها.
للاقتراب من هذا الطموح المعلن،أی طموح إیجاد تسویة فکریة،خصص بلقزیز الفصل الثالث من کتابه لتناول ما أسماه بـ«التحدیات المستقبلیة للفکر السیاسی العربی» لیس بهدف الوصول إلی أجوبة جازمة عن الأسئلة التی لا یتوقف الفکر العربی عن طرحها،و إنما قصد«إعادة طرحها بصورة مقبولة»،تجعلنا«و نحن نفکر فیها-معاصرین لأنفسنا أولا،مدرکین-ثانیا-للحدود بین الحاجة إلی استئناف النظر فی الإشکالیات النهضویة المستقرة،و بین الحاجة إلی تجاوزها تجاوزا نظریا حاسما»(ص 108)."