خلاصه ماشینی:
"و الیکم مثالا آخر: اذ ظهر لی من دراسة البحوث التی قدمتها 01 مؤسسات اجتماعیة،لرعایة الصغار الجانحین،عن حالة الاحداث المودعین بها،ان 84%من نزلائها لم یقترفوا أی جریمة من الجرائم التی یحاسب علیها الاشخاص البالغون و تبین لم من مراجعة 0059 حالة من هذه الحالات،أن عدد من زج بهم فی السجن،من أولئک الاحداث،یزید علی 0031 حدث،علی الرغم من أنهم لم یرتکبوا أی عمل یحرمه القانون.
؟ لقد تبین لی أن نسبة البنات اللاتی أودعن فی دور الرعایة الاجتماعیة للاحداث-لاقترافهن أفعالا لا تعد من الجرائم اذا اقترفها أحد الاشخاص البالغین-تزید علی 25%من مجموع نزلاء هذه الدور،أی اکثر من النصف،بینما لا تصل نسبة المودعین من الصبیان الی اکثر من 12%من مجموع أولئک النزلاء،علی حین أن الافعال المنسوبة الی الفریقین واحدة،و هی: عدم الطاعة..
أما الخاتمة فأدهی و أمر: ذلک أن ایداع مثل هذا الحدث الناشیء فی دار الرعایة الاجتماعیة،لتتولی تهذیبه و تقویمه، یعرضه للاختلاط باعداد متباینة من الاحداث الجانحین الذین سبقوه الی الانحراف،و ما رسوا علی مر الایام أنواعا شتی من التمرد و العصین.
فاذا کانت دار الرعایة الاجتماعیة تضم، بالاضافة الی هذه الفئة من الاحداث،عددا آخر من الاحداث الخطرین،ممن سبق أن زج بهم فی السجون،لاقترافهم من الافعال المجرمة ما یحاسب علیه الصغار کما یحاسب الکبار،فان وضع الحدث الناشیء یزداد تدهورا،و یصبح الامل فی تقویمه أبعد منالا،لأن أولئک الاحداث الخطرین من ذوی السوابق سوف یضربون له أسوأ الامثلة فی الجنوح و الانحراف.
و العنف،سواء ابان اقامتهم بها أو بعد خروجهم منها،و تقادیا لمضار الزحام الشدید الذی یکاد یعتصر أولئک الصغار،فانی اقترح ألا تقبل هذه الدور سوی الاحداث الذین افترفوا افعالا لا تعد من قبیل الجرائم اذا ارتکبها أشخاص بالغون،کالتدخین أو شرب الخمر أو الهرب من المدرسه."