خلاصه ماشینی:
"و تظهر أهمیة النقل و وسائله من الاهتمام الزائد الذی ظهر فی هذا الخصوص،فقد أشار لورد هالی Lord Hailey 1إلی ما ذکره لیوبولد الثانی من أن:الاستعمار (1)مدرس الجغرافیا بکلیة الاداب بجامعة الزقازیق هو النقل ẓColonizer C'est Transporter فقد ترک الأستعمار الأوربی للقارة الأفریقیة ترکة مثقلة من المشکلات الأقتصادیة و السیاسیة فبالاضافة إلی التفتیت المتعمد لا جزاء القارة المختلفة إلی دول صغیرة و قزمیة و أحیانا إلی دول و دویلات داخلیة لیس لها منافذ علی البحار،ترک القارة شبه محرومة من وسائل النقل و المواصلات ذات الکفاءة المناسبة لنقل منتجاتها الأقتصادیة إلی الأسواق العالمیة فی الوقت و بالاجر المناسب،بل أنه تعمد فی کثیر من الأحیان إنشاء شبکات صغیرة من السکک الحدیدیة ذات خطوط قصیرة و منفصلة بعضها عن بعض،بل تعمد تغییر أتساع هذه الخطوط و هذه الشبکات حیث لا تکاد توجد شبکة واحدة تجاور أخری من نفس الأتساع مما خلق أمام محاولة ربط الشبکات الأفریقیة مشکلة صعبة و دائمة.
و لعل أفضل أسالیب تنمیة شبکة الطرق البریة هو محاولة مد نهایاتها الحالیة بحیث تترابط معا مکونة و حدات أو مجموعات تربط بین أکثر من دولة و أکثر من منطقة،فعلی سبیل المثال یمکن مد الطریق البری الذی یسیر علی حذاء ساحل البحر الأحمر فی مصر إلی بورسودان ثم إلی مصوع،فهذا الأمتداد یحقق ربط شبکة الطرق فی مصر و من ورائها لیبیا و دول المغرب العربی بالسودان و أرتیریا و دول شرق أفریقیا بأقل التکالیف الممکنة و خاصة و أنه تبدأ من بورسودان و مصوع شبکة طرق الأقلیم السودانی الکبیر الذی تمتد حتی ساحل المحیط الأطلنطی غربا،و مما یزید من أهمیة مثل هذا المشروع إمکانیة إمتداد هذا الطریق فی مراحل لا حقة علی الساحل أیضا إلی جیبوتی و بربر ثم إلی مقدیشیو و ممباسا،مما یحقق ربط دول شرق القارة الأفریقیة و یدعم علاقاتها بالدول العربیة."