خلاصه ماشینی:
"و لعل النظر الی ثقافة مجتمعنا من وجهة بنائیة،و من خلال مجالاتها الوظیفیة،و فی الاطار الکلی الذی یحدد مشخصاتها الذاتیة یؤدی بنا الی فهم طبیعة هذه الثقافة حیث انها فی واقعها معطی اجتماعی فوق عضوی أکسب و یکسب منشطاتنا الاجتماعیة شعورا بالوحدة الفکریة، و من هنا وصلنا و سنصل الی مستوی القدرة علی صیاغة قدرنا و مستقبلنا لصالح تقدم بنائنا الاجتماعی اشباعا لمتطلبات احتیاجاتنا المتجددة.
و لعل جماعاتنا فی تحرکاتها انما یثیرها اهتمامات مشترکة بین عقول أفرادها تحویها أطر معینة تؤثر علی الدور الوظیفی لها، و تکون هذه الاهتمامات بمثابة محرکات جدیدة، و هکذا تزداد منشطاتهم الاجتماعیة ایجابیة فی العمل علی تطویر أنساق مجتمعنا و توازنها و تساندها وظیفیا عن طریق رسم السیاسات اللازمة فی هذا الشأن،سواء بالنسبة للنواحی التکنولوجیة الفنیة،أو الجوانب التنظیمیة التی تخضع للأسالیب العلمیة فی مجالات حیاة الأفراد المختلفة الاقتصادیة و السیاسیة و الثقافیة و بما یمکن مختلف الترکزات الاجتماعیة من الحصول علی حاجاتها من خلال مؤسسات المجتمع و منظماته التی تستغرق الوظائف و النشاطات الاجتماعیة فی مختلف مجالات الحیاة فی المجتمع."