"و عندما اقتربت أکثر رأیت أنها تحمل طفلا علی ذراع مقوسة و ان الطفل یرضع و قد وضعت رأسه تحت البلوزة اتقاء البرد.
و تراجعت ألسنة النار البرتقالیة من الشقوق فی الموقد و ألقت بأضواء منعکسة متراقصة علی الخیمة.
و تثاءبا معا و نظرا ترجمة:بهاء أنیس الی الضوء البادی فوق حافة الجبل.
و کان الماء یجف ببطء علی وجهیهما.
و من وسط الشحم السمیک غرفت اللحم المقدد و وضعته فی صحن صفیح کبیر فوق الموقد.
و عندما انبعثت رائحة هذا الخبز الساخن، أخذ الرجلان نفسا عمیقا و قال الشاب برفق: عزیزتی!
و وضعت الفتاة طبق اللحم و سلطانیة صلصة مرق اللحم و البسکویت البنی المنتفخ و قدر القهوة،ثم جلست هی أیضا القرقصاء علی الارض حول الصندوق.
و کان الطفل لا یزال یرضع و رأسه تبرز من تحت البلوزة اتقاء البرد و کنت أستطیع أن أسمع مصمصته و هو یرضع.
و عندئذ ألقی الرجلان برواسب البن فی قدحیهما علی الأرض ثم نهضا معا."