خلاصه ماشینی:
"و إذا کان المجتمع الدولی قد تدخل سابقا فی الکویت لیعید شعبا بأکمله إلی وطنه،بعد أن تم شطبه من خارطة العالم،و کما حدث فی البوسنة و الهرسک،و کما یحصل الیوم فی إقلیم کوسوفا،فماذا ذاک إلا لحمایة شعوب بأکملها من نزعات حاکم مستبد لا یهمه سوی إشباع رغباته بالسیطرة وحب الزعامة الفارغة،و لو کان سبیل تحقیق ذلک أن تسیل الدماء أنهارا،و تزهق مئات الآلاف من أرواح الأبریاء لمجرد تحقیق حلم زائف.
و إذا کان التدخل الدولی لإیقاف الجرائم المرتکبة ضد الإنسانیة قد حد کثیرا من مبدأ استقلال الدولة الداخلی و مقولة عدم التدخل فی شؤونها الداخلیة،فإن هذا المبدأ لا یزال یتحکم فیه الکبار فی عالم الیوم حسب مصالحهم و رغباتهم،لأن لهم الکلمة العلیا فی المجتمع الدولی،و هو بحاجة أن یقترن بمبدأ آخر ألا و هو المساواة فی التعامل مع کل من یخرق مبادئ الأمن و السلام فی العالم،و یتحدی إرادة المجتمع الدولی الذی تتطلع شعوبه أن تعیش فی أمن و اطمئنان."