خلاصه ماشینی:
"و هو لن یتم الا عند ما تعی الأقطار العربیة ضرورة و أهمیة تعزیز العلاقات مع بعضها البعض،عن طریق إعطاء الجامعة العربیة و مؤسساتها الصلاحیات المختلفة التی تمکنها من وضع المصلحة القومیة بعین الاعتبار ثانیا:حرکة العمالة فی المنطقة العربیة- لعبت حرکة انتقال العمالة و الهجرة بین البلدان المرسلة و المستقبلة،دورا هاما فی اقتصادات کل من الطرفین و مثلث منطقة الخلیج الأسواق الرئیسیة المستقبلة لها،بینما شکلت العمالة المصریة الثقل الأساسی فی هذه الحرکة مع وجود تیارات أخری من الأردن و الیمن و السودان و بعض العمالة المغربیة.
و هنا فإن عودة العمالة سوف تزید من إختلال سوق العمل و تؤدی الی تفاقم هذه المشکلة و هذا ینطبق بالأساس علی العمالة المصریة،أما العمالة الیمنیة فإننا نتوقع عودة مجموعة لا بأس بها من العاملین بالسعودیة و هؤلاء یمکن أن یعودوا لأسواق العمل الوطنیة،أو یلجأ للاشتغال بالعراق باعتبارها تشکل مع العمالة الأردنیة البدیل المناسب عن العمالة المصریة.
و لکن جاء الغزو العراقی للکویت لیدفعنا للتساؤل عن مستقبل هذه الحرکة،بمعنی آخر هل یمکن أن تجد الدعوة للاستثمار داخل المنطقة العربیة آذانا صاغیة أم لا؟و هل هناک تغییر جغرافی فی هذه الاستثمارات؟ قبل الاجابة علی هذه التساؤلات تجدر بنا الاشارة الی ان الاستثمارات العربیة تنقسم الی قسمین أولهما خاص بالاستثمارات العربیة البینیة(أی تلک التی تجری بین الأقطار العربیة و بعضها البعض)و ثانیها الاستثمارات العربیة بالخارج.
و جاء الغزو العراقی للکویت لیضیف عاملا آخر من العوامل المضادة للاستثمار الداخلی،خاصة و إنه جری فی المنطقة الأساسیة للاستثمارات و من هنا فمن الأرجح أن یتجه الجزء الأعظم من هذه الاستثمارات للایداع بالمصارف الغربیة و الأمریکیة،مع توجیه جزء قلیل داخل الأسواق العربیة و تحدیدا فی السوق المصریة."