نقرا معامرة ثانیة: مقتطف و موقف: شجاعة مولانا الإمام الغزالی . . و أزمته . . خبر و گزارش

"الموقف: هل جن حقا مولانا الإمام الأکبر أبو حامد الغزالی؟ هذا هو السؤال،و إذا کان قد جن کما جاء فی حدیث عبد الغافر بن إسماعیل، فهل الجنون-فی ظروف خاصة-یصلح النفس و یخلصها من تلک الأکدار مثل الحدة و الشراسة و الاستعلاء و الاستخفاف و الغرور؟ إن الموقف الذی نحاول أن ندعو القاریء إلی أن یعید النظر معنا فیه هو معنی هذا الجنون و روعة شجاعة إمامنا الغزالی التی فاقت کل شجاعة،حتی یکتب بعضا من خبرته فی«المنقذ من الضلال»و یعترف بمرضه بصراحة الشرفاء و إن کان قد حبس کنه خبرته شدیدة العمق،خوفا من عجز الألفاظ عن الوفاء بها،و من ثم سوء استعمالها لمن لا یحسن فهمها.. 3-إدراک أن هناک من الخبرات الإنسانیة ما تعجز الألفاظ عن الوفاء بوصفه، و تمسک العلماء بقیود الألفاظ العاجزة لا بد و أن یؤخذ علی أنه أمانة واجبة ضد أی شطحة غیر مسئولة،و لکنه لا بد و أن یؤخذ أیضا علی أنه قصور عن حقیقة الخبرة الإنسانیة بأعماق معینة،و عجز عن وصفها بما یسمح بالتواصل دون سوء فهم أو تسطیح، و هذا الموقف الذی ندعو إلیه القاریء فی صحبة مولانا الغزالی خلیق بأن یزید احترامنا لهذا الإمام الفحل،و فی نفس الوقت أن یحسن رؤیتنا للتجارب الإنسانیة قبل الإسراع بشجبها خوفا منها."