خلاصه ماشینی:
"*** و قد تردد صدی هذه الشکوک معظم البلاد التی اصطنعت من اختبارات الذکاء وسیلة لتصنیف التلامیذ: ففی إنجلترا مثلا کانت هذه الاختبارات وسیلة من وسائل انتقاء التلامیذ فی المدارس الابتدائیة و إلحاقهم بالمدارس الثانویة النظریة،و لکن البحوث التی أجریت علی العلاقة بین نتائج هذه الاختبارات و نجاح التلامیذ الواقعی فی التحصیل و الدراسة فیما بعد لم تسفر إلا عن معامل ارتباط یتردد بین 4,0،5,0 علی الأکثر،و هی علاقة ضعیفة نسبیا،و لا یمکن الاطمئنان إلیها إحصائیا؛و لذلک ظهرت الدعوة إلی أن تستبدل بهذه المعاییر بطاقات مدرسیة جامعة تسجل فیها مختلف المعلومات عن أحوال التلمیذ و مدی تقدمه الدراسی و نموه الاجتماعی و العاطفی و مجالات نشاطه فی الفصل و خارجه1.
و یبدو أثر الاختلاف فی النظر إلی مشکلات الحیاة و معالجتها أو فی الاهتمام بأنواع معینة منها فی مدی و نوع استجابة الأفراد من حضارات و ثقافات متنوعة لاختبارات الذکاء:فهناک أنواع من الحضارات یستجیب أفرادها للاختبارات العملیة بحکم ظروف بیئاتهم و ألفتهم بالمسائل العملیة فی حیاتهم الیومیة؛فما تعرضه هذه الاختبارات العملیة قریب الشبه بأنماط حضارتهم و مشکلاتها،کما ظهر ذلک عند قبائل الشلوک حیث کانت نتائج اختبار التمرین الذی وضعه ألکسندر أعلی من نتائج اختبار المتاهة أو اختبار رسم الرجل،حیث تضع نتائج الاختبارین الأخیرین الفئة المختبرة فی صف ضعاف العقول1، کما ظهر أیضا أن الأطفال الیابانیین یفوقون الأطفال الأمریکیین فی عناصر الاختبار التی تتطلب جهدا و ترکیزا و قدرة علی التصور البصری أو الإدراک المکانی، علی حین یتفوق الأمریکیون فی العناصر التی تتطلب قدرة حسابیة أو لفظیة،کما یتمیز أطفال الهنود الحمر عن الأمریکیین فی اختبار رسم الرجل2."