خلاصه ماشینی:
"اذا کانت السعادة فی أفراد الأمم البادیة قلیلی الحاجة و الهموم یلمع نورها فی عیونهم الجمیلة السلیمة من أذی الاجهاد و یترقرق ماؤها فی جباههم الواضحة،و تنم خفة حرکاتهم عن قلوب خفیفة من أوزار الحیاة، و نفوس طابت عن کثیر من عرض الدنیا و شره المدنیة،رضیت من مزایا الحیاة بالحریة و نعم الحال،تتقلب النفس علی هواها فی مراتب العزة،و تأخذ من العیش بنصیب صفا من کدر الأحقاد،و عضض المزاحمة المستمرة و خلا من الهموم العامة لأهل الحاضرة،الا مما کان من عادة تقتضیها العیشة أو لقاء عدو للدفاع عن الوطن.
و انه غلی ذلک لیفطر قلبه حسرات علی ما یفوته من مطلوب و تذوب نفسه شعاعا علی فقد محبوب، ان أصابه الخیر یزهیه فیرکب متن الکبریاء و هو بر کوبها شقی،و ان أصابه ما یظنه الشر یتبرم بعدل الوجود و یتغیر للجمیع و یرکن الی الخمول أو یجرع کأس الذلة و هو بذلک أیضا شقی،و لو أنصف الانسان لاعتقاد أنه لا قبل له بتغییر مجری الحوادث.."