خلاصه ماشینی:
"هذه المعاجم،علی کثرتها،غیر کافیة لأنها بعیدة جدا عن مقتضیات العصر، و ما تتطلبه وسائل البحث الحدیثة من سهولة و وضوح و قرب مأخذ،و انطلاقا من هذا المبدأ فقد عمد الأستاذان یوسف خیاط و ندیم مرعشلی فی بیروت إلی تغییر طریقة الکشف فی لسان العرب،فألغیا باب الحرف الأخیر و فصل الحرف الأول لفعل الکلمة الثلاثی،و اکتفیا بباب الحرف الأول،ثم طبعاه فی ثلاثة أجزاء فقط، فوفرا بذلک الکثیر من الوقت و الجهد علی المراجع علة هذه المعاجم جمیعا هی جمودها و تحجرها،فهی تعنی باثبات المفردات القدیمة فقط،حتی و لو کانت غریبة و میته،و تحاول توضیحها و الاستشهاد بالقرآن و الحدیث و الشعر الذی یحتج به، و تهمل کثیرا من الألفاظ و الاستعمالات الجدیدة التی کانت تردد علی ألسنة الشعراء و الکتاب المتأخرین،فالاحتجاح عند هؤلاء المؤلفین یقف فی نهایة العصر الأموی فقط و لا یمتد حتی إلی العصر العباسی،بحجة أن اللغة فشا فیها الکثیر من اللحن و الخطأ علی ألسنة الناس، لا ختلاط العرب بالاعاجم من فرس و روم و أتراک و غیرهم.
لقد رتبت الکلمات فی المعجمین الکبیر و الوسیط حسب نطقها لا حسب تصریفها، فقد لا یستطیع التلمیذ الصغیر رد الکلمة إلی أصلها الثلاثی،لیطلق فی معرفة باقی معانیها،کما انه کتب بلغة العصر و روحه، و اکتفی بالضروری من الشواهد لئلا یضیع المراجع فی متاهاتها و تشعباتها الکثیرة و فوق هذا طور اللغة،فقاس السماعی، و قبل الکثیر من الألفاظ المولدة و المحدثة أو المعربة أو الدخیلة،و فتح المجال للعدید من ألفاظ الحیاة العامة،و الألفاظ التی أدخلتها الحضارة،و یکفیه شهرة أنه جدد اللغة،و جعلها عصریة،و هدم الحدود الزمانیة و المکانیة التی أقیمت خطأ بین عصور اللغة المختلفة."