سجان القصیدة - مجله الواحة ادب و هنر

"لذا أجزم بالقول إن تخلف الجمهور لیس ذریعة لتخلف الفن،و لکن هل من‌ المستحیل تجاهلها کلیة،و الزعم بأنها لیست‌ مشکلة للحق،و ما دمنا نعترف الآن بعدم‌ تبلور جمهور واسع له کلمته النافذة.. ثم إن الجمهور المحدود،أی تلک الفئات المحدودة من هواة الفن،کان لها دور ردی‌ء لدی أکثر الفنانین‌ موهبة.. حتی تظهر لنا خطورة الجمهور و أهمیته،لا لنشوء أنماط فنیة معینة،بل لنشوء جمهور رائد یحیی لدی الفنان دواخله و ریادته‌ المتجددة.. و ابتعاد العدید من المثقفین عن مضمار الفنون التشکیلیة بحجة أن الفن أسراره لا یعرفها سوی الفنانین لیس ذریعة.. فالفن لیس بذلک‌ الغموض الذی یعتقده البعض.. و لعل إنشاء متحف متخصص للفنون‌ التشکیلیة یحفظ أعمال رواد الحرکة التشکیلیة فی المملکة و الأعمال المتمیزة هو أکثر قدرة علی اجتذاب جمهور فنی واعی، ینظر للحرکة التشکیلیة و یؤصل للجیل‌ القائم إرثا حضاریا و إنسانیا،و یثبت تجارب‌ الرواد و یعرف بها للصغار قبل الکبار. وکلنا نعرف جلیا مدی أهمیة الدور الکبیر الذی یقدمه متحف متخصص للفنون."