خلاصه ماشینی:
"ندوة أدب و نقد قضایا الواقع الإبداعی فی المملکة العربیة السعودیة أعدها و أدارها: أحمد بوقری و غسان الخنیزی عاشت الحرکة الإبداعیة الشابة فی المملکة العربیة السعودیة فترة إزدها لم تطل فی الثمانینات، و ذلک فی ظروف إنبثاق حرکة نقدیة جدیدة وظفت بعض الأدوات العلمیة کالبنیویة لأول مرة،و تجادلت خلالها«مناهج»نقدیة و اصطدمت معها رؤیویا و بشکل حاد،الا انه للأسف کما تعلمون،لم یتواصل زخم هذه الحرکة النقدیة النشطة و لم یؤد الصراع المهجی و الفکری إلی تعددیه منهجیة متجاورة و متحاورة و حصل فی الواقع بعض«الإنحسار»المؤقت و ذلک لأسباب ذاتیة لها علاقة بالرموز النقدیة(النقاد)ذاتهم او لأسباب موضوعیة لها علاقة بالواقع الإجتماعی و سطوة تقالیده و نبرته الدینیة الصاعدة مما أثر فی الحرکة الإبداعیة و طلائعها الجدیدة،و جعلها تعیش لفترة طالت حالة من التذبذب الإنتاجی ثم حالة من الجمود فی فترة لا حقة و متأخرة من الثمانینات و لا زال هذا الواقع الإبداعی ترصعه عدد من القضایا و الاشکالات الفنیة التی نری أنها لم تحسم بعد فی صالح تطور الحرکة الإبداعیة و مسیرتها.
حتی أن بدایات السیاب و البیاتی و نازک الملائکة،کما نری فی بعض قصائدهم،أکثر رکاکة و اکثر مباشرة من الشعر الکلاسیکی العربی،و لکن هؤلاء تطوروا و ساهموا فی تطویر الذوق العربی،لفترة طویلة تمتد من الخمسینات حتی السبعینیات،نحن هنا فی السعودیة حرمنا تقریبا من هذه المرحلة التأریخیة التی کان یمکن أن تنتج عندنا شعرا حدیثا و بسیطا و واضحا و متذوقا من قبل الجمهور،بحیث أن الشاعر یتفاعل مع محیطة و محیطه یتفاعل معه کان لدینا عزل و نقص فی وسائل الأتصال بین المثقفین و الأدباء فی المملکة و الخارج و لم تنفتح الأبواب الا علی مشارف السبعینات و عندئذ تطورت أسالیب المغامرة الشعریة فی مسار القصیدة الحدیثة،فی العالم العربی، و استخدامها الرمز و الأسطورة و الصورة المعقدة و الإحالة التاریخیة و التراثیة بحیث تشکلت بنیة فنیة یصعب علی متوسط الثقافة و متوسط الإهتمام ان یستوعبها."