خلاصه ماشینی:
"وهذا المؤتمر هو الصفحة الرابعة والعشرون من سفر التقریب، وقد اتجهت الجهود هذه المرة نحو البحث عن الأسالیب الفکریة والعلمیة والعملیة لتحویل (التقریب بین المذاهب الإسلامیة) من فکرة نظریة حالمة إلی حقیقة واقعیة ماثلة للعیان، وهو اتجاه سلیم یتطلبه العقل والنقل معا، خاصة فی ظل الأزمات العاتیة التی تعصف بأمتنا وتزعزع کیانها وتهدد أصل وجودها.
وقد اقترحت علی المستشار موسوی أن یتم مبدئیا تنظیم رحلات کهذه بین طلاب الجامعات السوریة والجامعات الإیرانیة، وخاصة طلاب العمارة والفنون الجمیلة والإعلام، لأن طلاب هذه الفروع رواد فی مجتمعاتهم، وهم قادرون علی نقل الواقع والوقائع بالصوت والصورة واللوحة واللون، ومن ثم فمن الممکن لهؤلاء أن یکونوا طلائع لنشاط معرفی قادم یحقق الحکمة من قول الله تعالی: (وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، ویسد الثغرة التی تطل من المثل الشعبی القائل: (الإنسان عدو ما یجهل)، فإذا زال الجهل وتحققت المعرفة ورأت العین ما یبهجها، وسمعت الأذن ما یسرها، وارتاحت النفس مما کان یخیفها، أثمرت عند ذلک العلاقات والصداقات، وتحول الإنسان من (عدو ما یجهل) إلی (صدیق ما یعلم).
لقد کان لکلامه هذا أطیب الوقع فی نفوس النخب والجماهیر، وقطع کثیرا من الألسنة التی تلوک کلاما منقولا عن فلان وعلتان، فسماحته مرجع أعلی له صفته الدینیة والرسمیة، ولا یمکن لأحد أن لا یأخذ فتواه بعین الاعتبار، ومن هنا فإنی أری أن من الضروری الترکیز علی هذه الفتوی وإحیاؤها والاتکاء علیها والاستشهاد بها دائما، لأن الناس عندما یسمعون کلام رجل کبیر کهذا، یستصغرون کلام من سواه ممن یقولون بغیر ما یقول!"