رجال فی المعرکة انتهت أحد فطلب النبی من أصحابه أن ینظر أحدهم إلیه فیما فعل سعد بن الربیع فاستجاب رجل من الأنصار لطلبه وأخذ یتفقد القتلی، فوجده یلفظ أنفاسه الأخیرة فقال له: أمرنی رسول الله أن أنظر له فی الأحیاء أنت أم فی الأموات!
وحمل درقته وخرج مسرعاً وهو یقول: اللهم لا تردنی إلی أهلی، وحاول قومه حبسه، فجاء النبی وشکا إلیه ولما رأی إصراره طلب إلی قومه أن یتوقفوا عن منعه لعل الله یرزقه الشهادة.
وحین انکشف المسلمون عن النبی (ص) ثم تابوا کان فی المقدمة یعرج مسرعاً للقتل وهو یقول: أنا والله مشتاق إلی الجنَّة، وابنه یعدو فی إثره حتی قتلا معاً.
وقبل أن یلتحق بأرض المعرکة صاح بقومه: یا معشر الیهود والله إنکم لتعلمون أنَّ محمداً نبی، وأنّ نصره علیکم حق، فأجابوه: ویحک، الیو یوم سبت، فقال: لا سبت، ثم أخذ سلاحه وحضر المعرکة، وأوصی بأمواله إلی محمد (ص) یضعها حیث أراه الله، ولما أصیب واستشهد نعاه الرسول قائلاً: فحیرق خیر یهود.