معارف إسلامیة: أمیر العدل مقاله

لقد تجلی عدل علی (ع) فی قوله کما فی فعله، ولم یخالف قوله فعله، کان عادلاً فی معارضته کما کان عادلاً فی حاکمیته، فلم تخرجه معارضته عن حالة الإیجابیة إلی السلبیة، وبقی الناصح الأمین، والمرشد المعین، حتی قال القائل «لا أبقانی الله لمعضلة لیس لها أبو الحسن»، وأرسل فلذتی کبده لحمایة عثمان عندما حوصر بیته، لأن الحق عنده یجب الوصول إلیه بالعدل لا بالظلم، وبالغایة الشریفة الموافقة للمبادیء لا بالغایة السیئة المطابقة للهوی أو للتعصب. ولم تجعله حاکمیته وولایته عندما عادت إلیه تنحرف به عن جادة الحق والعدل، فلم یقبل المهادنة فی الحق، ولا المساومة علی العدل المؤتمن علیه، وقال «ع» لابن عمه عبد الله بن العباس وهو یخصف نعله «ما قیمة هذا النعل؟ فقال: لا قیمة له»، فقال (ع): «والله لهو أحبُّ إلیّ من إمرتکم، إلا أن أقیم حقاً أو أدفع باطلاً».