خلاصه ماشینی:
ومع أن الشریف الرضی )رحمة اللَّه علیه( سمّی مجموع الخطب والرسائل والکلمات القصار باسم "نهج البلاغة" فإن استعراضاً قصیراً للمعارف السامیة الکامنة فیه یدلنا علی أن هذا الکتاب یمکن وصفه بأسماء قیّمة أخری مثل: نهج السعادة، نهج الخطابة، نهج السیاسة، نهج الحیاة، نهج الحکومة، نهج الفلاح.
*کیف حفظت أقوال الإمام (ع) ودُونت؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من مراجعة تاریخ صدر الإسلام وطرق حفظ المؤلفات الثقافیة فی الماضی الذی کان یعتمد فی تلک الأزمنة علی قوة الذاکرة وتدوین الکتّاب المهرة.
2- کانت جماعة من "الکتّاب" المقتدرین والمهرة تستمع إلی أحادیث الإمام وتدونها(2) وتنشرها مثل زید بن وهب وغیره الذین جمعوا خطب الإمام (ع) فی کتاب باسم خطب أمیر المؤمنین، ونشروه وهذا یعنی أن أقوال الإمام (ع) دونت قبل الشریف الرضی (رحمه اللَّه) بمئات السنین(3).
3- کان عدد من "الحُفّاظ" یعملون علی حفظ أحادیث الإمام حیثما ألقاها ونقلها إلی المجتمع.
فقد دوّنت فی "نهج البلاغة" (239) خطبة بینما کتب المؤرخ الشهیر المسعودی الذی عاش قبل الشریف الرضی بمائة عام أن الناس حفظوا أکثر من أربعمائة وثمانین خطبة للإمام علی (ع)(4).