خلاصه ماشینی:
آخر الکلام: قصة أم ایفا علویة ناصر الدین کانت تجلس أمام فوهة الکامیرا وقد بدت علی وجهها آثار العمر الذی ترک بصمته علی ملامحها بشدة: شعرٌ ملّون ببیاض الشیب، عینان غائرتان خبا بریقهما، بشرة متجعدة، جسم متعب نحیل،...
امرأة فی الستینات أو أکثر، أمٌ بل جدّة جاءت لتروی قصتها فی برنامج تلفزیونی یتعهد بمعالجة الأشخاص الذین یعانون من مشاکل فی مظهرهم الخارجی، وقد تولّت مقدمة البرنامج شرح المعاناة بلهجة مؤثرة بما مضمونه: لقد تعبت هذه المرأة فی حیاتها کثیراً، فقد صرفت عمرها مکرسة لأمومتها کل الوقت، والیوم ها هی بعدما ربّت وسهرت وضحّت تجد نفسها بحاجة لاستعادة رونق الجمال الذی سلبه منها تعب الأیام، وهی تستحق الشعور مجدداً بثقتها بنفسها، والانطلاق إلی الحیاة بمظهر لائق ترضی عنه.
لیس عیباً أن تهتم المرأة فی أی عمر کانت بنفسها، لکن العیب یظهر فی الربط بین الأمومة وما حلّ بتلک المرأة «الأم»!، والعیب یتجلی فی إظهار الأمومة وکأنها غلطة تصل الأم فی یوم ما إلی الندم علیها!
والعیب أیضاً یکمن فی إظهار المرأة الأم وفی هذا العمر بالتحدید مستغرقة فی البحث عن جمال مظهرها الذی ضاع منها وهی فی غمرة الانشغال بالأمومة!
هل هکذا یکون إکرام الأم؟ ألیس الأجدی تکریم الأم بتظهیر ثمار أمومتها ورقی عطائها بدلاً من التصویب علیها؟ الواقع، إننا فی زمن صارت فیه حتی الأمومة صیداً ثمیناً فی شباک الثقافة الخاویة الهادفة إلی إغراق المرأة فی متاهات الضیاع.
لکن هیهات، ستبقی الأمومة أجمل شعور یتوّج قلب الأم بأرقی معانی الحب والتضحیة والعطاء والإیثار.
ولکل أم ما زالت الأمومة تتربع علی عرش قلبها: کل عام وأنت أجمل أم.