لقد بارکت حقاً استشهاده وشعرت بالفخر فی اللحظة التی عرفت فیها الخبر، فقد نال مبتغاه فی هذه الحیاة الفانیة.
وکانت سلوتها رؤی کانت تراها فی منامها: تارة تراه آتیاً نحوها مخترقاً حقل الزیتون، یغیب خلف شجرة لیطل أمام أخری وابتسامة عذبة ترتسم علی وجهه، ویکاد یصل ولکنه لا یصل، ویختفی خلف الزیتونة العتیقة الرابضة أمام الشرفة...
الأسبوع الماضی رأته آتیاً عبر حقل الزیتون، وللمرة الأولی قطف زهرة بنفسج من حوض الزهور وصعد إلی الشرفة، قدم لها الزهرة ورشف معها فنجان قهوة، أرادها حلوة علی غیر عادته وأمسک بیدیها واحتضنهما بقوة.
وها هی الیوم تتلقی البشری: لقد عاد وآخرین من رفاقه، فئة ما زالت الحیاة تنبض عزاً فی أجسادهم، وفئة أخری تنبض أرواحهم حیاة عند ربهم یرزقون.
لقد عاد الجمیع ضمن صفقة تبادل لأشلاء جنود صهاینة کانت لدی المقاومة.
» ندی بنجک إلی أستاذ المدرسة، والقائد القدوة، الشهید الکبیر عماد مغنیة «الحاج رضوان» ..