مشارکات القراء: الدعابة بین الإبتذال و الموضوعیة مقاله

والأخطر أن هذا النوع من البرامج یستهدف بل ویستهوی جیل الشباب ویبدو أنه جزء من الغزو الثقافی الغربی لحضارتنا وثقافتنا، فکیف نحمی أُسرنا ومجتمعنا من هذا الغزو؟ إن الاتجاهات الفکریة الحدیثة التی ظهرت فی الغرب خلال القرنین الماضیین اتخذت موقفاً مضاداً للفکر الدینی ودعت إلی الحریة فی شتّی نواحی الحیاة واتخذت طریق إشاعة الشهوات وفتح طرق الانحلال وتحطیم أواصر الحشمة فی العلاقة بین المرأة والرجل. یقول الإمام الخامنئی"دام ظله" فی هذا الصدد «واحدة من وسائل الغزو الثقافی تمثلت فی السعی الحثیث لصرف الشباب عن التمسک الصلب بالإیمان، والإیمان هو الذی یحفظ الحضارة... *غزو ثقافی برّاق وقد بات هذا النوع من البرامج جزءاً من الثقافة الاستهلاکیة الخاطئة والتی تُفرض فرضاً علی مجتمعاتنا والتی تحمل فی طیاتها جمیع أنواع المفاسد والرذائل التی دفعت بها الحضارة الغربیة بین ثنایا المعطیات الجیّدة لهذه الحضارة من قبیل الصناعة والعلم وروح البحث والتحقیق. وقد سأل الإمام الصادق (ع) أحدَ أصحابه: «کیف مداعبة بعضکم بعضاً؟ فقال: قلیل، قال (ع): هلاَّ تفعلون فإن المداعبة من حسن الخلق وإنک لتدخل بها السرور علی أخیک، ولقد کان رسول الله (ص) یداعب الرجل یرید أن یُسرّه» (2).