خلاصه ماشینی:
و أخیراً: بین السندیانة و الصنوبرة الحاج علی سماحة لم یکن بین شجرتی السندیان والصنوبر المتجاورتین فی قمم الجهاد سوی ممر ضیق یتسع لمجاهد مرّ مستعجلاً وحط فی دشمة قریبة.
وانتشر عبیر المقاومة مطیباً الهواء وأغصان الشجرتین والجوار.
وفی لحظة من الزمن، تشابکت تلک الأغصان محدثة صوتاً ناعماً أثار انتباه المقاوم الذی أصغی بأذن العارف بنغمات الجبل وأصوات الطبیعة، تلک الرفیقة الحلوة.
إن أغصانی عالیة لا تعیق تقدم فتای المقاوم، قالت الصنوبرة بفرح.
وأغصانی عریضة قریبة من الأرض تخفیه عن أعدائه، ردّت السندیانة بفرح مماثل.
لکن جذعی أکبر، وهو یرد عنه رصاصات الیهود.
إنه بالتأکید یختارنی لیختفی فی عُبّی الکثیف عن عیونهم الحاقدة.
شمخت الصنوبرة وقالت: إننی أکبر منکِ أیتها الصدیقة، فأنا أظلله من هجیر الصیف.
ردّت السندیانة بثقة: وأنا أدرأ عنه عواصف الشتاء.
وهکذا کانت کل واحدة تعدّد بفخر وخیلاء الفوائد والخدمات التی تقدّمها للمجاهد.
واشتدّ الخصام وتمایلت الأغصان وکل یطلب الإنصاف.
عندها تحرکت الأوراق المتناثرة علی الأرض تحت الصنوبرة الکبیرة والسندیانة العتیقة فی ما یشبه السمفونیة الإلهیة الخالدة: نحن الأوراق نزهو ونفخر ولنا الحظ الأوفر والسعادة الدائمة، فالمقاوم المجاهد یدوس أجسامنا فتصیر لنا العزة، ونلامس نعلیه فنرقی فی درجات العظمة وهنیئاً لمن تعلقت منّا بهما فتشهد ملحمة البطولة وتکون رفیقته الدائمة.
&