خلاصه ماشینی:
"وقد ورد التأکید فی أحادیث کثیرة متضافرة علی لزوم الجماعة، منها ما رواه الفریقان عن رسول الله‘ فی الخطبة التی خطبها فی مسجد الخیف بمنی عام حجة الوداع، وإلیک هذا الخطاب النبوی الشریف: «نضر الله عبدا سمع مقالتی فوعاها وحفظها وبلغها من لم یسمعها فرب حامل فقه غیر فقیه ورب حامل فقه إلی من هو أفقه منه ثلاث لا یغل علیهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله والنصیحة لأئمة المسلمین واللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محیطة من ورائهم المسلمون إخوة تتکافأ دماؤهم ویسعی بذمتهم أدناهم»( 16 ).
وفی أحادیث أهل البیت^ دعوة واضحة وصریحة إلی هذا الانفتاح مع المسلمین والتعایش الإیجابی، والتواصل، والتعاطف، والتعاون معهم، وإلیک نماذج من أحادیثهم ^ فی هذا الشأن: ـ روی الکلینی بسند صحیح عن أبی أسامة زید الشحام، قال: قال لی أبو عبد الله(: «اقرأ علی من تری أنه یطیعنی منهم ویأخذ بقولی السلام وأوصیکم بتقوی الله عز وجل والورع فی دینکم والاجتهاد لله وصدق الحدیث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد‘ أدوا الأمانة إلی من ائتمنکم علیها برا أو فاجرا فإن رسول الله‘ کان یأمر بأداء الخیط والمخیط صلوا عشائرکم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل منکم إذا ورع فی دینه وصدق الحدیث وأدی الأمانة وحسن خلقه مع الناس قیل هذا جعفری فیسرنی ذلک ویدخل علی منه السرور وقیل هذا أدب جعفر وإذا کان علی غیر ذلک دخل علی بلاؤه وعاره وقیل هذا أدب جعفر فو الله لحدثنی أبی( أن الرجل کان یکون فی القبیلة من شیعة علی( فیکون زینها آداهم للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحدیث إلیه وصایاهم وودائعهم تسأل العشیرة عنه فتقول من مثل فلان إنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحدیث»( 32 )."