آداب المزاح فاطمة الحسینی ممّا لا شکّ فیه أخی القارئ أنّ إدخال السّرور علی قلب المؤمن أمر مستحب فی الإسلام فلیس أجمل من أن نعیش أجواء المحبّة والمودّة والوئام التی تجعلنا نشعر بالرّاحة التامّة والبعد عن خضم الحیاة وهمومها التی نسبح فیها جمیعاً..
أجل أخی القارئ هناک مزاح ثقیل جداً وینال من الشخص وکرامته بل ویؤذیه بدل أن یفرحه أو یسرّه، وهذا النوع من المزاح هو ما نهی عنه الإسلام ورفضه.
وفی ذلک یقول أمیر المؤمنین(ع): "المزاح یورث الضغائن" لذلک یحسُن بنا جمیعاً أن ندقّق فی کلامنا لیکون موزوناً وأن نعرف وقْعَ کل کلمة وما تترکه من أثر فإذا ما أردنا أن نمزح فلا ینبغی أن نترک لأنفسنا العنان فنغتاب الناس فی أفعالهم ومنطقهم ونقلّدهم لنُضحک الآخرین ممّا یجعلنا نسترسل فی الأجواء المحرّمة التی تؤدّی بنا إلی السخریة من الآخرین ظناً منا أنّنا بذلک نُدخل السرور علی مجلسنا ونفرح من هو معنا وهذا طبعاً لم یسمح به الإسلام، بل سمح لنا بالمزاح المؤدّب الذی یسلّی ویفرح ویخفّف عن النفس دون الإساءة إلی الآخرین کما ذکرنا أو النیل منهم وهذا النوع من المزاح لا بأس به أبداً فقد جاء فی سیرة الرسول(ص) أنّه جمع نوی التمر الذی أکله أمیر المؤمنین(ع) وقال: أکلتَ التمر کلّه فقال الإمام(ع) بما معناه إنّ الذی أکل التمر کلّه هو الذی أکله مع النوی..
لذلک، لا بُدّ لنا ونحن نمزح مع الآخرین من أن نتحلّی بآداب المزاح معهم فنبعد عن المزاح الذی یتضمّن إیذاءً أو حراماً کمحاکاة الناس وغیبتهم وبهتانهم وغیره ممّا یستعمله البطالون الذین ینسون الله لمجرّد أن یدخلوا فی أجواء المزاح فیکذبون ویغتابون ویقلّدون الآخرین للسخریة وإضحاک الحاضرین بحجّة أنّه یسلونهم ویفرحونهم وهذا ما نصّ عنه سبحانه فی قوله تعالی: (لا یسخر قومٌ من قوم عسی أن یکونوا خیراً منهم) [الحجرات11/].