إلی ندی الحسینی مقاله

خاطرة: إلی ندی الحسینی... السفر الأخیر أسأل ماذا أکتب عن وردة المقاومة وعطرها الفوّاح... هل سمعتم یوماً أنّ الشعر قد استقال من مسؤولیته عن التعبیر؟ هل سمعتم یوماً أنّ اللغة وقفت عاجزة إلاّ عن تکبیل حروفها وتقیید کلماتها ولجم معانیها.. وعندما تفقد اللغة صوتها... وتمضی المعانی هاربة لا تلوی علی شیء، معلنة أمراً واحداً فقط هو استقالة الشعر بعد عجز اللغة وتخلیها عن أداء مهامها... ووحدها ندی سنبلة زاد التماع نُضارها وهی تنحنی أمام أشعة شمس المغیب. کانت زوجة فاضلة وأماً رائعة وکانت ترعی فی أسرتها حقوق الله وحقوق مملکتها لطالما غادرت دفء منزلها إلی صقبع مهمة إعلامیة عاجلة تدفأت بحماسة فی أدائها.. ". ویروی المقربون منها أنّها فی غمرة انهماکها بین الإذاعة والتلفزیون ما کانت تتوانی بحجة الإرهاق عن متابعة شؤون أطفالها البسیطة والکبیرة علی السواء، وما کانت تعتمد فی أبسط واجباتهم المدرسیة أو أصعبها علی أحد. بفطرتَیْن واحدة إلی الله فی عباده... وأخری إلی المقاومة فی تلالها... حیّ علی المقاومة..